recent
أخبار ساخنة

المدرسة البنائية في علم النفس

المدرسة البنائية في علم النفس:

المدرسة البنائية في علم النفس
لا يختلف إثنان في أن موضوع مدارس علم النفس من الأمور التي تشغل بال جميع المفكرين والعلماء في علم النفس وهو موضوع مثير للجدل حول ماهيته وطبيعة القوانين التي تحكمه وتحدد نظرياته وتطبيقاته، وكذلك إختلال النظرة إلى ما يجري داخل الإنسان من عمليات وما يتم في بيئته من تفاعلات تؤدي في مجموعها إلى إحداث تغييرات في السلوك ونمط الحياة، ولعل المدرسة البنائية من أهم المدارس التي ظهرت في مجال علم النفس، وفي هذا المقال سنتطرق إلى ماهية المدرسة البنائية وأهم روادها وأساسياتها وأهم المبادئ الأساسية.

1. تعريف المدرسة البنائية:

تعتبر نظرية التعلم البنائية (التكوينية) من أهم النظريات التي أحدثت ثورة عميقة في الأدبيات التربوية الحديثة خصوصا مع جان بياجي الذي حاول إنطلاقا من دراساته المتميزة في علم النفس الطفل النمائي أن يمدنا بعدة مبادئ ومفاهيم معرفية علمية وحديثة طورت الممارسة التربوية.

كما أنه طبق النتائج المعرفية لـ علم النفس النمائي على مشروعه الإبستيمي (الإبستمولوجيا التكوينية)، ولمقاربة هذه النظرية البنائية في التعلم سننحاول التعرف على أهم المفاهيم المركزية المؤطرة لها، والمتمثلة في:

  • التكيف: التعلم هو تكيف عضوية الفرد مع معطيات وخصائص المحيط المادي والإجتماعي عن طريق إستدماجها في مقولات وتحويلات وظيفية، والتكيف هو غاية عملية الموازنة بين الجهاز العضوي ومختلف حالات الإضطراب واللاإنتظام الموضوعية أو المتوقعة والموجود في الواقع، وذلك من خلال آليتي الإستيعاب والتلاؤم.
  • التلاؤم: هو تغيير في إستجابات الذات بعد إستيعاب معطيات الموقف أو الموضوع بإتجاه تحقيق التوازن، وحيث إن الإستيعاب هو إدماج للموضوع في بنيات الذات، والملاءمة هي تلاؤم الذات مع معطيات الموضوع الخارجي.
  • الموازنة والضبط الذاتي: الضبط الذاتي هو نشاط الذات بإتجاه تجاوزا الإضطراب والتوازن هو غاية اتساقه.
  • مفهوم السيرورات الإجرائية: إن كل درجات التطور والتجريد في المعرفة وكل أشكال التكيف، تنمو في تلازم جدلي، وتتأسس كلها على قاعدة العمليات الإجرائية أي الأنشطة العملية الملموسة.
  • التمثل والوظيفة الرمزية: التمثل عند بياجي ما هو سوى الخريطة المعرفية التي يبنيها الفكر عن عالم الناس والأشياء. وذلك بواسطة الوظيفة الترميزية، كاللغة والتقليد المميز واللعب الرمزي... والرمز يتحدد برابط التشابه بين الدال والمدلول، والتمثل هو إعادة بناء الموضوع في الفكر بعد أن يكون غائبا.
  • خطاطات الفعل: الخطاطة هو نموذج سلوكي منظم يمكن إستعماله إستعمالا قصديا، وتتناسق الخطاطة مع خطاطات أخرى لتشكل أجزاء للفعل، ثم أنساقا جزئية لسلوك معقد يسمى خطاطة كلية؛ وإن خطاطات الفعل تشكل، تعلم أولي، ذكاء عمليا هاما، وهو منطلق الفعل العملي الذي يحكم الطورالحسي والحركي من النمو الذهني.

2. لمحة تاريخية عن المدرسة البنائية:

هي مدرسة أسسها العالم النفسي فيلهيلم فونت سنة 1875 والتي تعرّف علم النفس بأن وظيفته هو تحليل الخبرة الشعورية أو الوعي إلى عناصره الأساسية من أجل معرفة العلاقة بين هذه العناصر المختلفة، أي أن طريقة البحث هذه نفس الطريقة التي يستعملهل الكيميائي أو الفيزيائي في فحص ماهية طبيعة مكونات الخبرة الشعورية مثل الأحاسيس والمشاعر والخيالات.

وهكذا ركزت المدرسة البنائية على دراسة موضوع الحس والإدراك في مجالات البصر والحس، ومن أجل ذلك إستعملوا طريقة في البحث وهي الإستبطان والتي تعني التأصل / الملاحظة الذاتية لخبرة الفرد الذاتية؛ لكن وجهت لها إنتقادات منها: الإنسان وهو منفعل لا يستطيع أن يصف الخبرة الشعورية بصورة علمية، الطلاب الذين أجريت عليهم التجارب كانوا يتدربون على هذه التجارب قبل أن تجري عليهم التجارب، مثلا كانوا يتعرضون لمثيرات سمعية (بأن نسمعهم نغمات مختلفة)؛ 

يعتبر فونت مؤسس المدرسة البنائية في علم النفس. وبفضله إستقل علم النفس عن الفلسفة من خلال العديد من أعماله من بينها:







إهتم بدراسة الوعي (الشعور) من وجهة نظر بنائية أو فيزيائية. ونعني بكلمة بنائية هنا تحليل الكل إلى أجزائه أو عناصره المختلفة. وعلى هذا الأساس فإن إهتمام فونت كان منصبا على دراسة عناصر الخبرة الشعورية وعلاقتها الميكانيكية بالجهاز العصبي.




يرى أن الوعي والتفكير والمعرفة هي مجموع هذه العناصر.




ولتحديد عناصر ومكونات الخبرة الشعورية إستخدم منهج التأمل الباطني.




يفسر فونت عملية الفهم Apprehension والتي تشمل التفكير بأنها نشاط معرفي للربط بين المحتويات العقلية (المدركات الحسية و المشاعر).




أسس معمله لهذا الغرض عام 1879، ثم أصدر مجلة بعنوان الدراسات الفلسفية عام 1881 لنشر نتائج أبحاثه.




يعتبر تكنر E. Tichener والذي عاش في الفترة بين 1867 الى 1927 من أهم تلامذته، وقد حاول جاهدا من خلال العديد من المنشورات و الأبحاث نشر البنائية بالولايات المتحدة إلا أنها إنتهت مع وفاته.




من أهم الأفكار التي أضافها تكنر إلى فكر فونت إعتقاده بضرورة إبتعاد علم النفس عن دراسة ما بعد الظواهر الفيزيائية في علم النفس لتأثير ذلك على تكامل العلم.




يفسر العمليات العقلية العليا Thoughts إجمالا من منطلق بنائي، فيرى أنها مجموعة أفكار ، وأن هذه الأفكار تتكون من مجموعة من الصور الشعورية المدركة حسيا أو الخيالات.




يفسر تكنر عملية الفهم والتفكير من خلال نظريته في "تقرير المعنى" والتي تقول بأن معاني الأشياء تأتي من إرتباط الإحساسات بالمجال الذي تحدث فيه، أو من خلال ترابطها بالإحساسات الأخرى السابقة.




حاول البعض تطوير الإتجاه ومنهم برنتانو Berentano الذي أسس علم نفس الفعل Act Psychology حيث يعتبر دراسة عملية الأحداث الشعورية في إرتباطها بالبيئة الخارجية موضوعا لعلم النفس، وبمعنى آخر فإن الفعل النفسي يكون نتاج للعوامل الداخلية والخارجية.










وإجمالا فإن المدرسة البنائية حاولت الربط بين الإتجاه الوضعي والحسي في كل من بريطاني وفرنسا بالاتجاه العقلي الألماني. حيث ركزوا على المدركات الحسية مع إعترافهم بالعمليات العقلية، إلا أن تفسيرهم للعمليات العقلية لم يكن موفقا إذ إعتبروه مجموعة لهذه المدركات (تفسير بنائي فيزيائي)، كما أن إعتمادهم على منهج التأمل الباطني ليس علميا والمتأمل يتأثر بالذاتية، ونتيجة لكل هذه العيوب فقد إنتهت المدرسة البنائية بموت تكنر.

3. أهم رواد المدرسة البنائية:

للمدرسة البنائية عدة رواد ولعل أشهرهم مؤسهها فيلهيلم فونت وتلميذه تكنر. بالإضافة إلى عالم النفس السويسري جان بياجيه.







فيلهيلم فونت: فيلهلم ماكسميليان فونت وبالألمانية (Wilhelm Maximilian Wund) ولد: 16 اغسطس 1832 وتوفي في 31 أغسطس 1920، هو عالم ألماني يعتبر أكبر عالم فى تاريخ علم النفس. تتلمذ على يد ميللر وبعد ذلك درس الفسيولوجيا وبعدها الطب. إهتم بعلوم الطبيعه والكيمياء والطب التجريبي وبعد ذلك تحول إهتمامه للسايكولوجيا. أسس سنة 1879 أول معمل تجريبى لعلم النفس. واسس مجله لنشر أبحاثه سنة 1881.







تكنر: عاش في الفترة بين 1867 إلى 1927 من أهم تلامذة فيلهيلم فونت، وقد حاول جاهدا من خلال العديد من المنشورات والأبحاث نشر البنائية بالولايات المتحدة إلا أنها إنتهت مع وفاته.







جان بياجيه: جان بياجيه وبالفرنسية (Jean Piaget‏) ولد 9 في أغسطس 1896 وتوفي 16 سبتمبر 1980، كان عالم نفس وفيلسوف سويسري يشتهر بصياغته لنظرية تطور الإدراك. أنشأ بياجيه في عام 1965 مركز نظرية المعرفة الوراثية في جنيف وترأسه حتى وفاته في عام 1980. يعتبر بياجيه رائد المدرسة البنائية في علم النفس.




5. أساسيات المدرسة البنائية عند بياجيه




ﻳﺮى أن ﻣﺎ ﻳﻨﻈﻢ ﻧﻤﻮ اﻟﺬﻛﺎء ھﻮ ﻧﻔﺲ اﻟﻌﻤﻠﯿﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪد اﻟﺸﻜﻞ اﻟﻌﺎم‬ ‫ﻟﻺﻧﺴﺎن، واﻟﺘﻐﯿﺮات ﻓﻲ ﻓﺴﯿﻮﻟﻮﺟﯿﺔ ﺟﻤﯿﻊ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺤﯿﺔ.




ﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺻﻒ اﻟﺪﻗﯿﻖ ﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎت الفهم أو ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﻋﻨﺪ‬ اﻷﻓﺮاد ﺣﯿﺚ ﻳﺤﺎول إﻗﺘﻔﺎء أﺛﺮ إﻧﺘﻘﺎل اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﻄﻮر ﻣﻌﺮﻓﻲ إﻟﻰ‬ ﻣﺮﺣﻠﺔ أﺧﺮى.‬




ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺒﺎدئ اﻟﻤﻮازﻧﺔ ﻳﺴﺘﻄﯿﻊ اﻹﻧﺴﺎن أن ﻳﻜﻮن فهما أﻛﺜﺮ دﻗﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ‬ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ، وھﺬه هي ﻣﺒﺎدئ اﻟﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ وﺟﻪ ﻧﻈﺮ ﺑﯿﺎﺟﯿﻪ.‬




اﻟﻨﻤـﻮ اﻟﻤﻌﺮﻓـﻲ ﺣـﺼﯿﻠﺔ اﻟﺘﻔﺎﻋـﻞ ﺑـﯿﻦ ﻋﻮاﻣـﻞ اﻟﻨـﻀﺞ اﻟﺒﯿﻮﻟـﻮﺟﻲ واﻟﺒﯿﺌـﺔ ‫اﻟﻄﺒﯿﻌﯿﺔ والإﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﺘﻮازن. ﻷن اﻟﻄﻔـﻞ ﻳﻜﺘـﺴﺐ ﻣـﻦ ﺧـﻼل ھـﺬا اﻟﺘﻔﺎﻋـﻞ‬ ‫اﻟﺨﺒﺮات اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻨﻪ، وﻳﺘﻌﻠﻢ ﻛﯿﻒ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ھﺬه اﻟﺒﯿﺌﺔ، وﻳﻜﺘﺴﺐ‬ أﻧﻤﺎﻃﺎ ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ ﺑﺪﻣﺠﮫﺎ ﻓﻲ ﺗﻨﻈﯿﻤﻪ اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ، وﻗﺪ ﺗﺴﻘﻂ ﻣﺎ قبلها ﻣﻦ اﻷﻧﻤﺎط اﻷﻗﻞ ﻧﻀﺠﺎ أو ﺗﻌﺪلها ﻟﺘﻨﺘﻈﻢ داﺧﻞ اﻟﻨﻤﻂ اﻟﺠﺪﻳﺪ.‬




اﻟﺘﻄﻮر اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﻟﯿﺲ ﺗﻄـﻮرا ﺑـﻞ ﻛﯿﻔـﻲ ﻓـﻲ أﺳـﺎﻟﯿﺐ اﻟﺘﻔﻜﯿـﺮ ووﺳـﺎﺋﻠﻪ،‬ ﻳﺨﻀﻊ ﻟﺘﺘﺎﺑﻊ ﻣﺘﺪرج، ﻟﻪ ﻓﺌﺎت أﻋﻤﺎر ﺗﻘﺮﻳﺒﯿﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﮫﺎ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻣﻤﯿﺰة.‬




ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻌﻠﻢ المفهوم اﻟﻤﺤﺪد إﻻ إذا ﻛﺎن اﻟﻄﻔﻞ ﻗﺪ إﻛﺘﺴﺐ اﻟﻜﻔﺎءة‬.




ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺮﺋﯿﺴﯿﺔ أن اﻟﺘﻌﻠﻢ اﻟﺬي ﻟـﻪ ﻣﻌﻨـﻰ أو اﻟـﺘﻌﻠﻢ اﻟﺤﻘﯿﻘـﻲ، ھـﻮ‬ ‫اﻟﺘﻌﻠﻢ اﻟﺬي ﻳﻨﺸﺄ ﻋﻦ اﻟﺘﺄﻣﻞ أو اﻟﺘﺮوي ﻓﺎﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﻋﻨﺪ ﺑﯿﺎﺟﯿﻪ ﻻ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ اﻟﺒﯿﺌـﺔ‬ ﻛﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺤﻠﻮل ﺑﻞ أن اﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﻳﻨﺒﻊ ﻣﻦ أﻓﻜﺎر اﻟﻤﺘﻌﻠﻢ ذاﺗﻪ.




ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻘﻀﯿﺔ ﻗﯿﺎس اﻟﺘﻌﻠﻢ ﻓﺈن ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺑﯿﺎﺟﯿﻪ أﻗﺮب إﻟﻰ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺗﻮﻟﻤـﺎن‬ ﻣﻨها إﻟﻰ ﻧﻈﺮﻳﺔ ھﻞ، ﻓﺎﻟﻄﻔﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻛﯿﻒ ﻳﺠـﺪ ﺷـﯿﺌﺎ ﺗـﻢ إﺧﻔـﺎؤه ﺣـﺪﻳﺜﺎ‬ ﺗﺤﺖ ﺻﻨﺪوق ﻣﺎ ﻓﺈن ھﺬا اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺬي ﺗﻌﻠﻢ اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ اﻷﺷـﯿﺎء اﻟﻤﺨﻔﯿـﺔ ﻗـﺪ‬ ‫ﺗﻌﻠﻢ اﻟﺨﺮﻳﻄﺔ اﻟﻤﻌﺮﻓﯿﺔ ﻟﻸﺷﯿﺎء اﻟﻌﺪﻳﺪة اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل، ﻓﺎﻟﻄﻔﻞ ﺗﻌﻠﻢ‬ ‫أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺠﺮد الإﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﯿﻪ ﺗﻘﺪيمها ﻓﻲ ﺣﻀﻮر ﻣﺜﯿﺮ ﻣﻌﯿﻦ.




اﻷﺣﺪاث اﻟﺒﯿﺌﯿﺔ ﻻ تتعدى ﻛﻮﻧها ﻣﺤـﺪدات ﺗﻌﻠـﻢ ﺧﺎرﺟﯿـﺔ وﻻ ﺗﻤﺜـﻞ أﻛﺜـﺮ ﻣـﻦ‬ ﻣﺼﺪر واﺣﺪ ﻣﻦ ﻣﺼﺎدر اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ. واﻟﺪﻣﺎغ اﻟﻨﺎﺿﺞ ﻓﯿﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ أﻛﺜـﺮ ﺑﻜﺜﯿـﺮ‬ ﻣﻤﺎ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﯿﻪ ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج.‬




ھﻨﺎك أﺷﯿﺎء ﻳﺘﻌﻠﻤها اﻟﻄﻔﻞ وھﻮ ﻓـﻲ ﻃـﻮر ﻧﻤـﻮه ﻻ ﻳﻤﻜـﻦ ﺗﻔـﺴﯿﺮھﺎ ﻋـﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻤﺤﺪدات اﻟﻤﺎدﻳﺔ والإﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﻨﻀﺠﯿﺔ وﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﯿها ﺑﯿﺎﺟﯿـﻪ ﻋﻤﻠﯿـﺔ‬ اﻟﻤﻮازﻧﺔ. ‬




ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺎھﯿﻢ اﻟﺮﺋﯿﺴﯿﺔ اﻟﺘﻜﯿﻒ اﻟﺬي إﻋﺘﺒﺮه ﻧﺰﻋﺔ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ إﻟـﻰ ملاءﻣـﺔ ‫ﻧﻔﺴها ﻣﻊ اﻟﺒﯿﺌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﯿﺶ ﻓﯿها.‬




اﻹﺳـهام اﻟﺤﻘﯿﻘـﻲ ﻟﺒﯿﺎﺟﯿـﻪ ﻳﺘﻤﺜـﻞ ﻓـﻲ وﺻـﻒ ﻃﺒﯿﻌـﺔ ﺗﻜﯿـﻒ اﻟﻌـﻀﻮﻳﺔ‬.




ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻤﺜﻞ واﻟﻤﻮاءﻣﺔ ﻣﺴﺆوﻟﺘﺎن ﻋﻦ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻜﯿـﻒ اﻟﻌـﺎم ﻟﻠﻜـﺎﺋﻦ، أو‬ ﻋﻤﻠﯿﺔ إﺳﺘﻌﺎدة اﻟﺘﻮازن والملاءﻣﺔ ﺑﺪون اﻟﺘﻤﺜﻞ ﻗﺪ ﺗﺆدي إﻟﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺧﺎﻃﺌﺔ.




اﻟﺘﻮازن ھﻮ ﻋﻤﻠﯿﺔ ﺗﻨﻈﯿﻢ داﺧﻠﯿﺔ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﻔهوم اﻟﺘﻜﯿﻒ ﻋﻨﺪ اﻟﻔﺮد، وﻧﻌﻨﻲ‬ ‫ﺑﻪ اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻔﻆ اﻟﺘﻮازن ﺑﯿﻦ اﻟﺘﻤﺜﻞ واﻟملاءﻣﺔ أﺛﻨﺎء ﺗﻔﺎﻋلهما ﻣﻌﺎ.‬




ﻳﺤﺪث اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻧﻤﺎﺋﯿﺔ ﻋﻘﻠﯿﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﺮﺣﻠـﺔ اﻟﺘـﻲ ﺗﻠيها ﺑـﺼﻮرة‬ ﺗﺪرﻳﺠﯿﺔ ﻧﺎﻣﯿﺔ، ﻳﺤﺪث إﺧﺘﻼل اﻟﺘﻮازن ﻋﻨﺪ اﻟﻔﺮد ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﺗﺴﻌﻔﻪ ﺑﻨـﺎه اﻟﻌﻘﻠﯿـﺔ‬ ﺑﺈدراكها ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ، ﻣﻤﺎ ﻳﺆدي إﻟـﻰ ﻋﻤﻠﯿـﺔ اﻟملاءﻣـﺔ وﻳـﺘﻢ ذﻟـﻚ بإﻛﺘـﺴﺎب‬ وﺗﻌﻠﻢ ﺑﻨﻰ ﻋﻘﻠﯿﺔ أو اﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺎت ﺟﺪﻳﺪة ﺗﺴﺎﻋﺪ اﻟﻜﺎﺋﻦ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻌﺎدة اﻟﺘﻮازن‬، وﻳﺤﺘﻔﻆ اﻟﻜﺎﺋﻦ بهـﺬا اﻟﺘـﻮازن إﻟـﻰ أن ﻳﻮاﺟـﻪ ﻣﻮاﻗـﻒ ﺟﺪﻳـﺪة أﺧـﺮى، ﻓﯿﺨﺘـﻞ‬ ﺗﻮازﻧﻪ ﻣـﻦ ﺟﺪﻳـﺪ وﻳﻌﻤـﻞ ﻋﻠـﻰ إﺳـﺘﻌﺎدﺗﻪ ﻣـﻦ ﺟﺪﻳـﺪ وھﻜـﺬا ﻳـﺘﻌﻠﻢ وﻳﻜﺘـﺴﺐ‬ وﻳﺮﻗﻰ ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻧﻤﺎﺋﯿﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﯿها.




ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻮازن ﺗﺒﺪأ ﺑﺒﻌﺾ الإﺿﻄﺮاب إذ ﻳـﺸﻌﺮ اﻹﻧـﺴﺎن ﺑـﺄن ھﻨـﺎك ﺷـﯿﺌﺎ‬ ‫ﻟﯿﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺮام، ﻓﯿﻄﻠﻖ ﺑﻌـﺾ اﻟﺘﻨﻈﯿﻤـﺎت ﻣـﻦ أﺟـﻞ اﻟﻌﻤـﻞ ﻋﻠـﻰ ﺗﺨﻔﯿـﻒ‬ ﺣﺪة الإﺿﻄﺮاب، ﺳـﻮاء ﺑﻤـﺎ ﻳﺘـﻮﻓﺮ ﻟﺪﻳـﻪ ﻣـﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣـﺎت (اﻟملاءﻣـﺔ) أو ﺑـﺘﻌﻠﻢ‬ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺟﺪﻳﺪة.




الإﺣﺘﻔــﺎظ ﻳﻌﻨــﻰ إﺣﺘﻔــﺎظ اﻟــﺸﻲء ﺑــﺒﻌﺾ ﺧﻮاﺻــﻪ ﺑــﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣــﻦ ﺗﻐﯿﯿــﺮه‬ اﻟﻈﺎھﺮي أو اﻟﺸﻜﻠﻲ وھﻮ ﻣﻔﺘﺎح اﻟﻌﻤﻠﯿﺎت اﻟﺤﺴﯿﺔ.‬




أﻧﻤﺎط اﻻﺣﺘﻔﺎظ فهي:‬ ﺣﻔﻆ اﻟﻌﺪد (ﻳﺒﻘﻰ ﻋﺪد ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﻤﺎ ھﻮ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ أﻋﯿﺪ ﺗﺮﺗﯿبها 6ـ‬7 ﺳﻨﻮات). ﺣﻔﻆ اﻟﻤﺎدة (ﺗﺒﻘﻰ ﻛﻤﯿﺔ اﻟﻤﯿﺎه ﻛﻤﺎ ھﻲ ﺣﺘـﻰ ﻟـﻮ إﺧﺘﻠـﻒ ﺷـﻜﻠها 7ـ8 سنوات‬). ﺣﻔﻆ اﻟﻄﻮل (ﻳﺒﻘﻰ ﻣﺠﻤﻮع أﻃﻮال ﺧﻂ ﻣﺎ ﺛﺎﺑﺘﺎ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ اﻧﻘﻄﻊ‬ ورﺗﺐ ﻛﯿﻔﻤﺎ إﺗﻔﻖ 7 ـ 8 ﺳﻨﻮات).‬ ﺣﻔﻆ اﻟﻤﺴﺎﺣﺔ (ﺗﺒﻘﻰ ﻛﻤﯿﺔ اﻟﺴﻄﺢ اﻟﺘﻲ ﺗﻐﻄﺖ ﺑﺄرﻗـﺎم ﻣﻌﯿﻨـﺔ ﻛﻤـﺎ ھـﻲ‬ ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺗﺮﺗﯿﺐ ھﺬه اﻷرﻗﺎم 8ـ9 ﺳﻨﻮات).‬ ﺣﻔـﻆ اﻟـﻮزن (ﻳﺒﻘـﻰ وزن ﺷـﻲء ﻛﻤـﺎ ھـﻮ ﺣﺘـﻰ ﻟـﻮ ﺗﻐﯿـﺮ ﺷـﻜﻠﻪ 9ـ10‬ ﺳﻨﻮات).‬




ﺗﺸﯿﺮ اﻟﺘﺮاﻛﯿـﺐ اﻟﻤﻌﺮﻓﯿـﺔ أو اﻷﺑﻨﯿـﺔ اﻟﻌﻘﻠﯿـﺔ إﻟـﻰ اﻟﻘـﺪرات اﻟﻌﻘﻠﯿـﺔ ﻟﺪﻳـﻪ‬ وﺗﻘﺮر ﻣـﺎ ﻳﻤﻜـﻦ إﺳـﺘﯿﻌﺎﺑﻪ ﻓـﻲ زﻣـﻦ ﻣﺤـﺪد، وھـﻲ ﺟـﺰء ﻣـﻦ ﻋﻤﻠﯿـﺔ اﻟﺘﻜﯿـﻒ‬ وﻣﺴﺎھﻤﺔ ھﺬه اﻟﺘﺮاﻛﯿﺐ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ ﻣﻼﺣﻈتها إذا ﺗﻢ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﻃﻔﻞ واﻹﺻﻐﺎء إﻟﯿﻪ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ وإھﺘﻤﺎم.‬




ﺗﺘﻐﯿﺮ اﻟﺘﺮاﻛﯿﺐ اﻟﻌﻘﻠﯿﺔ ﻣﻊ اﻟﻌﻤﺮ ﻧﺘﯿﺠﺔ ﺗﻔﺎﻋﻞ اﻟﻔﺮد ﻣﻊ اﻟﺒﯿﺌﺔ، وﻛﻠﻤﺎ ﻧﻤـﺎ ‫اﻟﻔﺮد ﻛﺎن ﺗﻔﺎﻋﻠﻪ ﻣﻊ اﻟﺒﯿﺌﺔ أﻛﺜﺮ ﺧﺼﺒﺎ وﺛﺮاء، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻄﻮرت ﺧﺼﺎﺋﺺ ذﻛﺎﺋـﻪ‬ ﻧﻮﻋﺎ ﺑﺸﻜﻞ أﺳﺮع. ‬




ﻳﺸﯿﺮ اﻟﺒﻨﺎء اﻟﻌﻘﻠﻲ إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﻟـﺪى اﻟﻔـﺮد ﻓـﻲ ﻣﺮﺣﻠـﺔ‬ ﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﺮاﺣﻞ ﺣﯿﺎﺗﻪ.‬




ﺗﻌﺮف اﻟﻌﻤﻠﯿﺎت اﻟﻌﻘﻠﯿﺔ ﺑﺄﻧها ﺗﺮاﻛﯿـﺐ ﻣﻌﺮﻓﯿـﺔ وﺿـﻌﺖ ﻓـﻲ ﻋﻤـﻞ ﻣـﺎ، أو‬ ھﻲ أدوات اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ، ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﻔﻜﺮ اﻟﻄﻔﻞ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﻮم ﺑﻌﻤﻠﯿﺔ ﻋﻘﻠﯿﺔ ﺣﯿﺚ ﻳـﻀﻊ‬ ‫اﻟﺘﺮﻛﯿﺐ اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ اﻟﺘﻄﺒﯿﻖ، وﻳﻔﻜﺮ وﻳﻨﺎﻗﺶ وﻳﺘﺴﺎءل، ﻹﻧﻪ ﻳﻘﻮم ﺑـﺄداء‬ ‫إﺟﺮاء ﻋﻘﻠﻲ.‬




ﺗﺸﯿﺮ اﻟﻮﻇﯿﻔﺔ اﻟﻌﻘﻠﯿﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﻤﻠﯿﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻠﺠﺄ إﻟﯿها اﻟﻔﺮد ﻋﻨﺪ ﺗﻔﺎﻋﻠﻪ ﻣﻊ‬ ﻣﺜﯿﺮات اﻟﺒﯿﺌﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌها وھـﻲ ﺛﺎﺑﺘـﺔ ﻻ ﺗﺘﻐﯿـﺮ ﻋﻨـﺪ اﻹﻧـﺴﺎن وﺑﺎﻟﺘـﺎﻟﻲ‬ ﻓهي ﻣﻮروﺛﺔ. ‬




اﻷﻧﻤﺎط اﻟﻤﻨﺘﻈﻤﺔ ﻣﻦ اﻟـﺴﻠﻮك ھـﻲ اﻟـﺪﻟﯿﻞ اﻟﻤﻼﺣـﻆ ﻟﻺﺟـﺮاءات اﻟﻔﻌﻠﯿـﺔ‬، ﻓﺎﻟﻄﻔﻞ ﻳﺴﺘﺨﺪم اﻟﺘﺮاﻛﯿﺐ أو اﻷﺑﻨﯿﺔ اﻟﻌﻘﻠﯿﺔ ﻟﻠﻘﯿﺎم ﺑﻮﻇﺎﺋﻒ ﻋﻘﻠﯿﺔ ﺗﻤﻜﻨـﻪ ﻣـﻦ‬ أداء اﻟﺴﻠﻮك اﻟﺬي ﺗﺤﻞ ﺑﻪ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ. وﻳﻤﻜﻦ إﻋـﺎدة ھـﺬا اﻟـﻨﻤﻂ اﻟﻤﻨـﺘﻈﻢ ﻣـﻦ‬ ‫اﻟﺴﻠﻮك ﺑﺴهوﻟﺔ ﻓﻲ‬ اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﻤﺸﺎﺑهة.‬




ﻳﺸﯿﺮ اﻟﻼﺗﻤﺮﻛﺰ إﻟﻰ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ إﻋﺘﺒﺎر أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺎﻣﻞ واﺣﺪ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﻨﻔﺴﻲ، ﻓﻔﻲ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ أو اﻟﺜﺒﺎت ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن اﻟﻄﻔﻞ ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ‬ إﻋﺘﻤﺎد اﻟﺸﻜﻞ أو اﻟﻤﻘﺪار أو اﻟﺤﺠﻢ ﻓﻲ آن واﺣﺪ ﻣﻌﺎ، ﻓﺴﻮف ﻳﺬھﺐ اﻟﻄﻔﻞ‬ ﻗﺒﻞ ﺳﻦ اﻟﻤﺪرﺳﺔ إﻟﻰ أن اﻹﻧﺎء اﻟﻄﻮﻳﻞ ﻳﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﻣﺎء أﻛﺜﺮ ﻷﻧﻪ ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ‬ الإرﺗﻔﺎع وﺣﺪه. واﻟﺘﺼﻨﯿﻒ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺘﻐﯿﺮ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺘﺤﻘـﻖ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﺤﻘﻖ‬ ‫اﻟﻼﺗﻤﺮﻛﺰ. وﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن اﻟﻄﻔﻞ ﻗﺎدرا ﺑﺪون اﻟﻼﺗﻤﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﻨﯿﻒ اﻟﺤﯿﻮاﻧﺎت ﻛﺎﻟﻘﻄﻂ واﻟﻜﻼب. وﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ ﺗﺼﻨﯿﻔها إﻟﻰ ﻛﻼب ﺑﯿﺾ‬ وﺳﻮد وﻗﻄﻂ ﺑﯿﺾ وﺳﻮد ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ أن ﻳﺄﺧﺬ ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎر أﻛﺜﺮ ﻣﻦ‬ ﺻﻔﺔ مميزة.
google-playkhamsatmostaqltradent