المدرسة السلوكية:
يقول مؤسس المدرسة السلوكية جون برودون واطسون: "أعطوني 10 أولاد أصحاء أسوياء التكوين، لأختار أحدهم عشوائيا ثم أدربه فأصنع منه ما أريد (عالما، طبيبا، فنانا، لصا أو متسولا...) وذلك بغض النظر عن ميوله مواهبه وسلالة أسلافه"... لكن كيـف يمكنه ذلك؟ وهل بإمكانه فعل ذلك؟ تابع هذه المقالة الصغيرة لنكتشف معا مبادئ وخصائص مدرسته التي أسسها، وكيف سيحقق مقولته بناءًا عليها.
تعريف المدرسة السلوكية:
لقد كان أول ظهور للمدرسة السلوكية بأمريـكا سنة 1913، علي يد "جون برودون واطسون" الذي إنطلق في أفكاره من دراسة السلوك الملاحظ بإستخدام الطرق العلمية الموضوعية، حيث يري رواد المدرسة السلوكية أن الإنسان كائن يأخد ويستقي سلوكه بحتمية من بيئته ولا يري أن هناك ما يسمي عوامل داخلية شخصية أو صانعة للسلوك، فإنه ليس هناك أي داعي لدراسة أي عوامل أخري بإعتبارها مؤثرة من وجهة نظره حيث أن كافة النشاطات مهما كانت معقدة يمكن ملاحظتها وإخضاعها للقياس.
ويرى جون برودون واطسون أن الهدف الرئيسي من علم النفس ينبغي أن يكون مقتصرا على دراسة السلوك لا الشعور، حيث يقول: "... يجب أن يقتصر علم النفس علي دراسة السلوك الموضوعي للإنسان والحيوان وهو السلوك الذي يمكن ملاحظته ملاحظة خارجية كما نلاحظ الظواهر الأخرى..."، وتنظر هذه المدرسة للكائن الحي علي أنه آلة ميكانيكية معقدة لا تحركه دوافع موجهة نحو غاية، وإنما توجد هناك مؤثرات فيزيقية خارجية تصدر عنها ردت فعل وإستجابات عضلية وغددية (هرمونية) مختلفة.