recent
أخبار ساخنة

ما هي العوامل والدائم المؤثرة في الإنضباط الذاتي

ما هو الإنضباط الذاتي:

ما هي العوامل والدائم المؤثرة في الإنضباط الذاتي

1. مفهوم الإنضباط الذاتي:

هناك العديد من مفاهيم الإنضباط الذاتي نذكر منها:

  • يعرف القاموس الأمريكي الإنضباط الذاتي بأنه: "تدريب وضبط النفس والسلوك، غالبًا بهدف تحسين الشخصية".
  • الإنضباط الذاتي هو: "قدرة الفرد على تحمل المسؤولية عن أي سلوك، والذي يتضمن عددًا من الإجراءات والقرارات والأحكام التي يمر بها الفرد كل يوم في حياته.

وقد تم تعريفه أيضًا على أنه قدرة الفرد على القيام بالأشياء بغض النظر عن الحالة النفسية للفرد".

الإنضباط الذاتي هو: "القدرة على أداء المهام وإنجازها دون ضجر أو ملل"، وهو قدرة الفرد على تنظيم العمل وتوجيهه نحو الهدف حتى يتم تحقيق الهدف بشكل كامل.

ويقول روبرت بروكر وسام غولدشتاين أن المكون الأساسي للانضباط الذاتي هي القدرة على تحمل الضغوط والصدمات التي تحدث للفرد خلال حياته.


يمكن تعريف الإنضباط الذاتي بأنه قدرة الفرد على التحكم في رغباته وتصرفاته وسلوكياته وشهواته، وكذلك تقيده بالنظام العام والعادات والتقاليد، وقيامه بواجباته الدينية والأسرية والعملية على أحسن وجه، سواء كان ذلك بوجود رقيب أو عدم وجوده، بل يقوم الفرد بمراقبة ذاته في السر والعلن.


ومن التعاريف السابقة يمكن توضيح خصائص الإنضباط الذاتي على النحو التالي، هو الرفض لإشباع آني مقابل شيء أفضل، هو التوقف عن إبتهاج آني لأجل هدف أعلى وأفضل، هو إظهار القدرة على التمسك بالأفعال والأفكار، وهو السلوك الذي يقود إلى التحسين والنجاح.

2. العوامل المؤثرة في الإنضباط الذاتي:

تشمل العوامل المؤثرة في السلوك الدال على الإنضباط الذاتي على المنظمة الإدارية والأنظمة والقوانين والعقوبات، والعوامل الثقافية والحضارية والإجتماعية، والقيم والإتجاهات، والحوافز والدوافع، ويتمثل دور المنظمة في تنمية الإنضباط الذاتي بإيجاد بيئة عمل تساعد الموظفين على ممارسة الإنضباط الذاتي وذلك عن طريق ما يلي:


وضوح التوقعات و تشجيع المبادرات وطرح الأفكار الجديدة.
معاملة الموظفين على أنهم راشدون (وهم كذلك) والتدريب الجيد وخاصة الموظفين الجدد.
إتاحة الفرصة للموظفين في وضع السياسات والإجراءات في المنظم والاجتماع مع الموظفين دوريا.
إيجاد قنوات اتصال مفتوح بين الموظفين والإدارة وتصحيح السلوكيات غير المقبولة حال حدوثها.
1.2 القيم:
للقيم دورٌ حيوي ومهم في حياة الأفراد، إذ عليها يحيا الفرد وفي سبيلها يضحي، ويعبر عنها في شكل آراء عما هو صواب وحق وعدل. وقد ظهرت تعريفات عديدة للقيم، منها أن القيم هي معتقدات تحدد كيف يجب أن يتصرف الفرد وأهمية أهدافه، كما أن القيم هي تقديرات لمعاني وأهمية الأشياء، والأعمال والعلاقات اللازمة لإشباع حاجات الفرد الفسيولوجية والإجتماعية.


وعرف فراج القيم على أنها مجموعة من المعايير والموازين المعنوية التي تكون شائعة في أذهان الأفراد في مجتمع معين، وتكون هي الأساس في الحكم على سلوك بعضهم البعض وعلى أعمالهم بالقياس إلى تلك القيم، وأضاف بأن من القيم الدينية التي تعتبر داعماً للانضباط هي قوة الإيمان وحسن الخلق.


ويمكن تصنيف القيم إلى ستة أنماط وهي (القيم النظرية، والقيم الإقتصادية، والقيم الجمالية، والقيم الإجتماعية، والقيم السياسية، والقيم الدينية)، ويختلف إهتمام الفرد بها حسب نظرته إلى أهمية كل قيمة لديه ومن قيم العمل: العمل الجاد وأهمية أداء الأعمال المطلوبة، وقبول المسئولية الشخصية عن أداء تلك الأعمال، أما غياب القيم الدالة على الإنضباط الذاتي فيعد مؤشراً على الإنغماس الذاتي، وكذلك الضعف الاخلاقي، حيث وتعد القيم الركيزة الأساسية والمؤثرة في الإنضباط الذاتي.
2.2 الإتجاهات:
يمكن تعريف الاتجاهات على أنها مجموعة من المشاعر والميول تجاه أشخاص أو أشياء أو موضوعات معينة، وتتأثر هذه الإتجاهات بعدد من العوامل مثل خبرات الفرد ومعلوماته عن البيئة المحيطة به.


والإتجاهات تحدد السلوك لكونها مرتبطة بالإدراك والشخصية والتعلم والدوافع، كما أن الاتجاهات تعد أجزاء داخلية لشخصية الإنسان. وقد تكون الاتجاهات إيجابية مثل الحب والإحترام والصداقة ومساعدة الآخرين، أو سلبية مثل الكره والنفور والإساءة للآخرين.


وتتكون مصادر الاتجاهات من الأسرة التي تساعد على تشكيل اتجاهات الفرد منذ المراحل الأولى في حياته وكذلك الزملاء والأصدقاء، عن طريق تبادل الخبرات والألعاب، وتكوين الجماعات، وأخيراً، المجتمع وما يشمله من ثقافة ولغة وعادات والتي منها يبدأ الفرد بتكوين إتجاهاته نحو من حوله من الأفراد و الأشياء.


إن حياة الإنسان الحقيقية خاضعة للإتجاهات والقيم معا فإذا كان الاتجاه اتجاه إقدام وقبول ورضا كانت القيم التي تصحبه وترتبط به قيما إيجابية، أما إذا كان اتجاه إحجام ونفور وعدم قبول كانت القيمة السلبية.
3.2 الدوافع والحوافز:
تلعب الدوافع والحوافز دوراً مهماً في التأثير في الإنضباط الذاتي، حيث تكون الدوافع والحوافز ذات تأثير أساسي في توجيه السلوك الإنساني نحو تحقيق أهداف المنظمات والأفراد.


ويتعلق مفهوم الدوافع بالقوى التي تحافظ أو تغير إتجاه السلوك الإنساني، ويتضمن تعريف الدوافع ثلاثة جوانب أساسية هي (ما هو المنشط للسلوك الإنساني، كيف يمكن توجيه السلوك أو تعديله، كيف يمكن المحافظة على السلوك).


حيث إن الدوافع هي العوامل التي تشجع الفرد على القيام بعمل معين وبجهد أكبر ومثابرة أعلى ورغبة مخلصة، والدوافع أيضاً هي القوى الكامنة في تراث الإنسانية، والتي غالباً ما تدعوها إلى الأداء أو الإنجاز المعين بأكثر فاعلية وكفاءة وكثيراً ما تقترن بالحافز.


ويمكن تعريف الحوافز على أنها مجموعة المؤثرات الخارجية التي يجري إستخدامها في إثارة الدافعية للفرد، حيث إنها مؤشرات خارجية من شأنها أن تحرك السلوك الذاتي بإتجاه إشباع حاجات معينة، يرغب الفرد في الحصول عليها عن طريق العمل، ومن هنا يتضح التباين بين الدوافع والحوافز، إذ إن الدوافع قوى داخلية تؤثر في توجيه السلوك الإنساني نحو إشباع حاجات معينة، وتختلف من شخص إلى آخر.


فالدوافع هي محركات داخلية للسلوك الإنساني، وتنبع من الذات الإنسانية لتحقيق إشباع حاجة معينة، أما الحوافز فهي محركات خارجية، تعمل على إثارة الحاجة الإنسانية، وتقوية شدة إثارتها لسبل الإشباع المستهدف.


وقد تكون الحوافز مادية كالأجور والرواتب والعلاوات التي تشبع حاجات الفرد المادية، أما الحوافز المعنوية فهي التي ترضي الحاجات الذاتية للفرد، نحو المشاركة في إتخاذ القرارات، والحصول على الأوسمة والشهادات والإحترام والتقدير، ويوجد حوافز سلبية مثل الخوف من العقاب والتهديد، وكذلك الحوافز الإيجابية الدافعة للأداء الجيد والإبداع والتجديد، وبذلك يتضح تأثير الدوافع والحوافز على الإنضباط الذاتي سلباً وإيجاباً.

3. الدعائم الأساسية للإنضباط الذاتي داخل المؤسسة:


تتمثل الدعائم الأساسية للإنضباط الذاتي والتي يجب على الفرد الإلتزام بها ليحقق الإنضباط الذاتي والذي يساهم في الحد من ظاهرة الفساد الإداري داخل منظمات الأعمال.

1. الدعائم الأخلاقية:

تحتوي الدعائم الأخلاقية على:

1. الإخلاص: هي الشعور بالمسؤولية والإلتزام بالإستقامة تجاه كل أعضاء المؤسسة مهما كانت درجته أو صنفه، والنية الصالحة في أداء الواجب بإتقان؛ كما تدل كلمة "الإخلاص" إلى الصفاء والنقاء، والتنزه من الأخطاء.

والشيء الخالص هو الصافي الذي ليس له شائبة مادية أو معنوي. وفيه أيضا معنى الصدق والطهارة، يقال: أخلص فلان لفلان في وده، إذا كان صادقا فيه طاهرا. قال "حاتم الأصم": يعرف الإخلاص بالاستقامة، والإستقامة بالرجاء، والرجاء بالإرادة، والإرادة بالمعرفة.




وقال محمد بن علي الترمذي: "ليس الفوز هناك بكثرة الأعمال إنما الفوز هناك بإخلاص الأعمال وتحسينها".




إذا كان العمل هو العبادة، والإخلاص هو روح العبادة، فإن الإخلاص هو روح العمل. إذن إذا كان العمل خالي من الإخلاص، يصبح كالجثة بدون روح، فلا ينتفع به، فضلا عن انه يصير جيفة تؤذي الناس برائحتها الكريهة.




وبمعنى أخر أن العمل الذي لا يحترم فيه قوانينه وقواعده، يصبح الإنتاج فاسدا ومضرا ومغشوشا للزبون وللمجتمع، وينعكس بالسلب على صورة المؤسسة وأهدافها.




في العمل نفسه تتربى وتتطور جميع الصفات الثقافية الأخلاقية والجمالية لدى الإنسان. والشيء الرئيسي في التربية في العمل هو تربية الإحترام لكل نوع من أنواع العمل المفيد إجتماعيا، سواء أكان عملا جسديا أم عقليا.




والعمل بالإخلاص سواء في السر أو العلانية، بإنفراد أو مع الجماعة، يزكو ويطيب، وتظهر ثمرته على صاحبه بأنه يلتزم بسلوك الإنضباط الذاتي في أداء الواجب وهو العنصر الأساسي في التخلص من أي نوع من الفساد، لأن تتعدد جهاته ونواحه ومقاصده في الحياة.
2.1 الشعور بالمسؤولية:

أصبحت مختلف آليات المراقبة الإدارية، لم تؤثر فعلا على سلوك العاملين، سواء من الإداريين أو من المنتجين. إذا كانت المسؤولية درجات في المؤسسة تتمثل في توزيع السلطة، فإنها تعتبر القاسم مشترك بين جميع أعضائها، فكل واحد يتحمل نصيب من المسؤولية مهما كان مستواه أو درجته في السلطة بالمؤسسة. ولكن التباين بين الأفراد يكمن في الشعور بالمسؤولية، وهذا الأخير هو الذي يوجه سلوك الإنضباط الذاتي للأفراد في ميدان الممارسة، لنشر الفساد أو التخلص منه.
3.1 الولاء والإنتماء الروحي للمؤسسة:

يساهم الشعور الشديد بالإنتماء مساهمة كبيرة وفعالة في دفع الأفراد نحو الإنضباط الذاتي، والدفاع عن مؤسستهم ليحموها من أي نوع من الفساد. وعلى العكس من ذلك فإن الشعور باللامبالاة يفسر الهروب من المسؤولية الفردية والجماعية، حيث لا يفكر الفرد إلا بالطرق التي تمكنه من تحقيق رغباته وطموحاته الشخصية على حساب المؤسسة التي يعمل فيها.




ومن المعلوم أن هذه الثقافة السلبية والتصور الزائف يضعف من حسّ الإنتماء الشديد للمؤسسة وللوطن في مقابل الإنتماء للنفس، فيصبح منطق الأنانية والمصلحة فوق الجميع، ويبتعد عن التمسك بالإنضباط الذاتي، ويصبح عامل هدم لا بناء.




ولكن من خلال الإنتماء يحاول أن يؤكد وجوده وذاته، ووجود ذاته يبرز من خلال مجموعة ينتمي إليها. كلما يكتسب العامل أقدمية في ميدان عمله، فان عملية الإنتماء تتطور، فيصبح إبن الشركة، ينضج فهمه لكل الأمور ،الجوانب السلبية والإيجابية، وعلى إثرها تكون درجة الانتماء والولاء تأخذ شكل المنحنى في النزول أو الصعود.




عن طريق المحبة والإعتزاز التي يقدمها الفرد الى المؤسسة، تكون درجة الإنضباط الذاتي تابعة لهذا السلوك المجسد في ميدان الممارسة. على هذا الأساس، فالإنتماء والولاء للمؤسسة يلعبان دورا أساسيا على حفز العاملين بالتمسك بالإنضباط الذاتي بالمؤسسة لمكافحة أي شكل من أشكال الفساد، حيث يصبح أن يقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، أي يفضل أن يدافع عن مصالح المؤسسة من أجل الإستمرارية في تحقيق أهدافها وأهداف المجتمع، حتى أهدافه الخاصة في آن واحد.
4.1 الوطنية:

يشكل عنصر الوطنية عامل أساسيا من العناصر التي طور مختلف الدول في العالم لاسيما الدول المتقدمة صناعيا، بسبب إرتباطها الشديد بهذا العنصر.




حيث يربى الإنسان على حب الوطن من طفولته، فتغرس فيه الروح الوطنية. وعند إلتحاقه بميدان الشغل لم تكن فكرة الوطن والوطنية على مستوى الأفكار فحسب، بل حتى على مستوى الممارسة، لأنها هي التي تدفع الشخص للتخلي عن مصالحه الشخصية من أجل المصالح الإجتماعية، ومن ذلك ربط شعور الرعاية بالحرية الكاملة في إطار معرفتهم بالقانون، ودرايتهم بحقوقهم وواجباتهم ربطا مباشرا.




فحب الوطن هو الشعور بالتضامن الذي يجمع بين أبناء المجتمع الواحد ويشكل قوة إجتماعية، حيث يدافع الشخص على وطنه داخل وخارج المؤسسة، أي تصبح المصلحة العامة فوق الجميع.




وأن حب الوطن والشعور المتبادل بين كل أبنائه، نابع أيضا من الدين ومن تربيته التي ترفض كل تعصب وتدعو الى الألفة والمحبة، لأن "حب الوطن من الإيمان"، لذا يقول الحديث الشريف:" المؤمن أخو المؤمن".




وقال أيضا: "أحب لأخيك ما تحب لنفسك". فالوطنية يجب أن يتحلى الإنسان العربي المسلم في قلبه وتصرفاته، لاسيما في هذا العصر الذي أصبحت سياسة العولمة الغربية، تريد إزالة الحدود، وجعل العالم قرية واحدة.




فالوطنية يجب أن يحملها كل مواطن في قلبه وسلوكه وأفكاره، وذلك لحماية المؤسسات الوطنية من الإفلاس، والتبعية، حماية السلع المحلية، ومحاربة أنواع الفساد، من خلال تشجيع الإنتاج الوطني، حتى نعطي الفرصة للمؤسسات الوطنية، للتحكم في النوعية ووفرة الإنتاج الوطني.




فاليابانيون والألمان والأمريكان والصينيين وغيرهم من الدول المتقدمة، تجعل هذه الأجناس، الوطن والوطنية فوق كل شيء، لذلك فالوطن والوطنية لهما إرتباط قوي بسلوك الإنسان، لا يمكن الفصل بينهما، كما يشكلان من الدعائم الأساسية في تحقيق وتقوية الانضباط الذاتي للأفراد للحد من ظاهرة الفساد على أشكاله.
5.1 الوازع الأخلاقي:

يشكل الوازع الأخلاقي والديني والتربوي من العناصر الأساسية في تقوية الإنضباط الذاتي للأفراد ضد أي نوع من الفساد.




والغرض من التربية والتعليم والتشبث بالوازع الديني، يظهر من خلال موقف "مالك بن نبي" في كتابه "ميلاد المجتمع " قائلا أن " ليس الهدف منها أن نعلم الناس أن يقولوا أو يكتبوا أشياء جميلة، ولكن الهدف أن نعلم كل فرد فن الحياة مع زملائه، أعني أن نعلمه كيف يتحضر".




هذا التحضر هو سمة من سمات الدول المتقدمة المتمسكة بالسلوك المثالي، المتمثل في الإنضباط الذاتي، سواء بالنسبة للفرد، أو المؤسسة، أو المجتمع.




يمكن أن نطلع على بعض التوجيهات من أستاذ ومعلّم البشرية محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام لمحاربة أي نوع من أنواع الفساد منها:




الغش: (من غشنا فليس منّا ، والمكرُ والخِداعُ في النارِ).
الرشوة: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم (الراشيَ والمرتشِيَ، والرائِشَ، يعني الذي يمشي بينهما) الإمام أحمد.
الخيانة في المعاملة: ( أدّ الأمانة الى مَن إئتمنَك ولا تخُن من خانَك) الترميذي.
المسئول غير المناسب: (إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة) البخاري.
الطمع: (خير المؤمن القانع وشرُّهم الطّامع) كنز العمال.
السرقة: ( ولا يسرق السَّارِقُ حين يسرقُ وهو مؤمنٌ) البخاري
الكذب: (وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور) الترميذي.
شهادة الزور: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قول الزور، أو قال شهادة الزور) البخاري.


2. الدعائم المهنية:

تحتوي الدعائم المهنية على:
1.2 الإتقان:

هو التحكم في الأداء بإحسان. مهما كان نوع العمل يقوم به الإنسان، سواء كان فكريا أو عضليا أو تصرف يقوم به. الإتقان يعطي له ميزة عن غيره، وهو سمة أساسية في المجتمعات المتحضرة.




أصبح الإتقان من سمات العصر الحديث، ولاسيما في إقتصاد المنافسة سواء داخليا أو دوليا، والمؤسسة التي لا تستخدم الإتقان، فهي مؤسسة مفلسة.




يرتبط الإتقان في العمل بالإخلاص وبالنداء الداخلي المتمثل في المراقبة الداخلية للإنسان، أي يتجرد العمل من مظاهر النفاق والرياء. اذا كان العامل يتقن عمله تحت مراقبة الرئيس، أو قصد به تحقيق غايات له، أو السعى إلى السمعة والشهرة، فإن هذا العامل يفتقد الى الانضباط الذاتي، مما يجعله يؤدي عمله بإتقان في كل الحالات، دون النظر إلى الإعتبارات التي إعتاد بعضهم عليها.




ولعلنا نلحظ أن من أسباب التخلف في المجتمعات العربية المتخلفة، إفتقادها خاصية الإتقان كظاهرة سلوكية وعلمية في الأفراد والجماعات، وإنتشار الصفات المناقضة للإتقان كالفوضى والتسيب وفقدان النظام وعدم المبالاة بقيمة الوقت وإختفاء الإحساس الجمعي والإهمال والغش والخديعة أي جميع أشكال الفساد.




والإتقان ليس هدفا سلوكيا فحسب، بل هو ظاهرة حضارية تؤدي إلى رقي الجنس البشري، وعليه تقوم الحضارات، ويعمر الكون، وتثرى الحياة، وتنعش، ثم هو قبل ذلك كله، هدف في مرضاة الله والإخلاص له لأن الله، لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا لوجهه، وإخلاص العمل لا يكون إلا بإتقانه، ولذلك جاء في الحديث الشريف: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه) رواه أبو يعلى.
2.2 الإيجابية:

لابد للإنسان العامل أن يتخلص من العبارات والألفاظ التي تؤدي إلى السلوك السلبي وتؤثر مباشرة على الإنضباط الذاتي في العمل مثل: مستحيل، لا، ليس ممكنا، قتل الوقت باللعب، الهروب من المشاكل، أترك المعاناة لغيرك، وأنا مالي ليس لي علاقة.




لابد أن ينتقل التفكير الإيجابي ويسعى دائما نحو: الأفضل، فالأجود، الأحسن ، الخروج من التخلف، التخلص من التبعية.




وهذا التفكير الإيجابي يشجع على تأكيد: روح المبادرة سواء الجماعية أو الفردية، روح الإنسجام والتآلف والتكيف مع الآخرين روح التحالف من أجل الوصول إلى تحقيق أعلى إنتاج وأفضل إنتاجية.




أي يصبح الفرد عنصر ايجابي من حيث الأقوال والأفعال والمعاملة أمام أي عنصر من عناصر الفساد الذي يلحق بالمؤسسة أو المجتمع وحتى مع نفسه.
3.2 المهارة وتطوير الخبرة الذاتية:

نظرا للتطور التكنولوجي في الميدان النظري والتقني، أصبح يتطلب من كل شخص أن يواكب هذا العصر، في تجديد معارفه بإستمرار، سواء من خلال التدريبات الميدانية، أو الإطلاع على المعارف النظرية الحديثة.




فالمهارة الذاتية تتشكل من قدرات وكفاءات ذاتية تختلف من شخص لآخر، وتتفاوت حسب المعارف العلمية والثقافية التي إكتسبها الإنسان خلال تعلمه من المدرسة والأسرة والمجتمع، وبداخل المؤسسة.




والخبرة الذاتية التي إكتسبها الإنسان من خلال الممارسة، حيث يكتشف النواقص من كل وظيفة، ومع إلتزامه في ميدان الشغل وإحترامه للقوانين، فإنه يعالج تلك النواقص، ويغيرها على حسب النمط المتطور التي يتمشى مع العصر.




هذه الخبرة إكتسبها مع الأقدمية في الشغل، سواء داخل المؤسسة أو خارجها، حيث تساعده على الإتقان والإنتماء والولاء إلى المؤسسة، أي أن دعامة الخبرة الذاتية المكتسبة تشكل عنصرا حيويا في الإنضباط الذاتي للفرد، حتى يستطيع أن يدرك ويحارب أي نوع من أشكال الفساد.
3. الدعائم القانونية:

تتمثل هذه الدعائم فيما يلي:
1.3 الإنضباط:

الانضباط سمة من سمات الشعوب الراقية والمتقدمة، ووجود الإنضباط في مجتمع هو دليلا على تقدمه وإزدهاره. وإنعدام الإنضباط وإشاعة الفوضى في مجتمع، مؤشر على إنحدار مستواه وتأخره، والتحلي بالإنضباط أصبح ضرورة من ضروريات حياة المؤسسة.




ومن دون الإنضباط، لن تستطيع المؤسسة ضمان إنجاز خططها وأهدافها وحتى أهداف المجتمع و الإنضباط، هو الحالة العقلية والنفسية التي تجعل الإطاعة والسلوك الصحيح، أمرا غريزيا في النفس، مهما كانت الظروف.




وهو يقوم على أساس الإحترام والولاء للسلطة القانونية. وينشأ الإنضباط أساسا من التربية السليمة،ويصقل بالتدريب وإكتساب العادات النبيلة.




المؤسسة التي يسود فيها الإنضباط سواء من طرف الإداريين أو العاملين بها، في إحترام النظام وقوانين المؤسسة، فإنه يشكل عنصر أساسي في تطبيق الإنضباط الذاتي للأفراد مما يحفز على حماية المؤسسة من أي نوع من أنواع الفساد.
2.3 النظام القانوني والإنضباط الذاتي:

الفرد حر في سلوكه ما يراه مناسبا في حياته الخاصة في حدود القوانين والنظام الإجتماعي وحقوق وحريات الآخرين، غير أنه لا يتمتع بهذا القدر الواسع من الحقوق حين يمارس سلوكا إداريا أو وظيفيا أو شغلا، ففي الحالة الأولى، يسعى الفرد خلف منفعته أو مصلحته، أو لذاته.




بينما الحالة الثانية يكون مقيدا بالحركة في إطار قوانين مشاريع الدولة وأهداف المؤسسة التي يعمل فيها، وليس معنى ذلك إنعدام حريته في التقدير والإجتهاد عند ممارسة بعض الواجبات أو إستخدام بعض السلطات.




ولكن هذه السلطة على الرغم من كونها تقدير له إلا أنها تقيده يقود الصالح العام وهو ليس حرا في إستخدامها بشكل مزاجي أو على النحو جزافي، وإنما يكون دائما رائده مصلحة المجموع ويفترض من الإدارة العامة، إنها هي التي تعبير دقيقا عن هذه المصلحة.




إن الموظف أو العامل عند إستخدامه لواجبات وسلطات وظيفته مقيد بمجموعتين واضحتين من القيود هما:






الأولى: التشريعات التي تتعلق بالدولة سواء أكان منها قانون المنظمة الذي يعمل فيه الموظف أو أنظمة وتعليمات السلطة الرئاسية أو العرف الإداري، غير ذلك من التنظيم التشريعي للوظيفة.
الثانية: هي أخلاقيات الوظيفية أي ما يمليه الضمير الأخلاقي الحي في وجوه الميل نحو العدالة والخير والحق.






والفارق بين هاتين المجموعتين أن القيود الأولى تنظم السلوك الخارجي للموظفين، بينما المجموعة الثانية تنظم النوايا والبواعث والدوافع بحث تحقق رقابة ذاتية على سلوك الفرد".




وعلاج مثل هذه الإزدواجية يتمثل في تبني نظام للرقابة الذاتية قائم على الإدراك والوعي والحرص على الظهور بالمظهر المحترم.







إذن دعائم الانضباط الذاتي يتطلب منها أن تسير جنبا إلى جنب، أي الدعائم الأخلاقية، والمهنية والقانونية، كل دعامة أو ركيزة لها إرتباط بجميع الدعائم الأخرى، وفي حالة غياب أو نقص من أي دعامة كانت، فإنها تؤثر مباشرة على جميع الدعائم الأخرى، ويصبح سلوك الإنضباط الذاتي للفرد غير كاملا وعديم الفعالية في مواجهة الفساد. أما الشخص الذي يتمسك بتلك الدعائم الكاملة فإنه يحقق السلوك الحضاري المتمثل في الإنضباط الذاتي والإلتزام به يكون سلاحا فتاكا للفساد.
google-playkhamsatmostaqltradent