recent
أخبار ساخنة

ما هي الدعائم المهنية؟

الدعائم المهنية:

ما هي الدعائم المهنية؟
الدعائم المهنية هي تلك الدعائم التي يجدها الفرد أو العامل داخل المؤسسة وفي مكان عمله، والتي يكتسبها من مسؤوله المباشر، وهذا الآخير ينقلها له عبر ثقافته التسييرية وسلوكه الإشرافي وهي كالتالي:

1. ثقافة الإشراف المرن:

يتحقق الإشراف على أكمل وجه في جو تملؤه النوايا الطيبة والتعاون الجاد من جانب الأفراد المشتركين بما فيهم المشرف"، حيث يمكننا أن نعرف المشرف المرن بذلك المشرف الذي يهتم بمشاورة المرؤوسين، وإشراكهم في إتخاذ القرارات، والإستماع إلى أرائهم وشكاويهم، ويقوم بالإرشاد والتوجيه والتواصل مع العمال.

وهذا كله يولد دعائم أخلاقية مثل (الروح المعنوية المرتفعة وتماسك الجماعة) التي بدورها تخلق الإنضباط وظيفي عند العمال، كما تكمن المرونة الإشرافية في قدرة المشرف على التعامل مع جميع العمال على إختلاف جنسهم وميولاتهم وأفكارهم ودوافعهم، وقدرته على إحتواء سلوكاتهم مهما إختلفت وتنوعت في سلوك واحد قائم على الإنضباط والولاء والإلتزام.

وهذا يتحقق عندما يتم الحفاظ على كرامة المرؤوسين وتنمية إعتزازهم بنفسهم، العقلانية في تطبيق نظام الثواب والعقاب على العاملين، الإهتمام بظروف العمال ومشاكلهم الخاصة ومساعدتهم على حلها، إشعار العامل بأهميته وبدوره الفعال للجماعة والمؤسسة من خلال المدح وتقدير جهوده المبذولة.

إشراك العمال في إتخاذ القرارات وتحديد الآهداف وإعطائهم حرية الإدلاء بالرأي، بث الثقة في ما بين العمال وبينهم وبين المشرف من خلال التعامل بكل أمانة وصدق معهم، توفير المناخ التنظيمي المناسب للعمل، المعاملة الإنسانية للعمال وخلق علاقة طيبة بين العمال والمشرف.

2. ثقافة الإتصال القائمة على تأسيس العلاقات الإنسانية:

الوظيفة التي تؤديها العملية الإتصالية مهمة جدا، فبفضل العملية الإتصالية يتم التفاعل والتواصل بين كل العمال في المؤسسة وخاصة بين المشرف وجماعة العمل بإعتبار المشرف هو من يلعب دور نقل القرارات التي تتخذ على مستوى الإدارة العليا إلى العمال في المستوى التنفيذي.

ولذلك كي تتحقق فاعلية هذه العملية في هذا المستوى لابد من توظيف العلاقات الإنسانية عن طريق تفهم الجوانب الإنسانية لكافة أفراد التنظيم، فالعلاقات الإنسانية توجد حيث يوجد أفراد يتعاونون في العمل سعيا وراء أهداف مشتركة.

وهذا يخلق عند كل عامل ولاء لجماعته والمؤسسة، كما أن الثقافة الإتصالية تعتبر عنصر فعال للتأثير في السلوك الوظيفي للمرؤوسين وتوجيهه للإنضباط والإلتزام، ففاعلية الإتصال بين المشرف والعمال يرفع الروح المعنوية ويزيد قوة العلاقات بينهم.

فالعلاقات معناها الإتصال وكل سوء في العلاقات معناها سوء في الإتصال... ولا شك أن الإتصالات الجيدة داخل المنشأة تساعد على التعاون والفهم المشترك بين جموع العاملين، فالإتصالات الجيدة داخل المنشأة تعني إنتاجية مرتفعة وعلاقات إنسانية جيدة، كما تساعد الإتصالات الجيدة على تنمية العاملين وزيادة إنجازاتهم.

وتنمي روح التعاون، وتقوي شعورهم بالإنتماء إلى المؤسسة وجماعة العمل، كما تمكن هذه الإتصالات المشرف من المعرفة الجيدة لرد فعل العمال إتجاه ثقافته التسييرية، ولمشاكل وإحتياجات هؤلاء العمال، لذلك نقول أن فاعلية الثقافة الإشرافية تتوقف على فاعلية الثقافة الإتصالية للمشرف القائمة على تجسيد مبدأ العلاقات الإنسانية.

بحيث عندما تثير إدارة العاملين عملا أكبر وأحسن نقول أن هناك علاقات إنسانية فعالة في المنظمة وعندما تتدهور الروح المعنوية والكفاءة تكون العلاقات الإنسانية غير فعالة، ولإيجاد علاقات إنسانية فعالة يجب أن يعرف المشرفون لماذا يتصرف العاملون على النحو الذي يتصرفون به وما هي العوامل الإجتماعية والنفسية التي تدفعهم لهذا.

لأنه بفضل تجسيد مبدأ العلاقات الإنسانية يمكن الوصول إلى تشكيل عمال منتجين ومتقاربين ومتعاونين من خلال تنمية علاقاتهم وتطويرها، تنمية العمل الجماعي وزيادة روح التعاون بين العمال وبين العمال والمشرفين، القضاء على الصراعات والنزاعات، تنمية الروح المعنوية للجماعة وزيادة شعور العمال بالإنتماء للمؤسسة، حرية التعبير والإدلاء بالرأي مما يخلق جو من الرضا الوظيفي، زيادة إلتزام العمال بالقوانين وإنضباطهم، خلق جو من الثقة والإحترام والفهم المتبادل.

3. ثقافة التعزيز المستمر والعادل:

نقصد به الآسلوب الذي يتبعه المشرف في مكافأة المجدين والمنضبطين بإستمرار كالشكر، والثناء، والزيادة في الآجر وتقديم الترقيات، وعلى العكس تقوم بمعاقبة المتهاونين وهذا للقضاء على السلوكيات غير المنضبطة.

حيث أن أسلوب المشرف في مكافأة المجدين ومعاقبة المتهاونين لن ينجح إلا إذا كان قائما على مبدأ الإستمرارية والعدالة، أي أنه كلما كان السلوك المنضبط كانت المكافأة، وكلما كان السلوك المرفوض كانت العقوبة لكل من يستحقها دون تمييز أو تحيز.

لأنه يتشكل من خلال الممارسات التعزيزية أنواع السلوك التي يتم مكافأتها وإلغاء السلوكات التي يتم إستنكارها ومعاقبة ممارسيها، ويشكل ذلك مؤشرات واضحة للعاملين، أي أن الثقافة التدعيمية لن تتحقق إلا بوجود المرونة الإشرافية وتطبيق العلاقات الإنسانية، بحيث تكتمل وظيفة عملية تسيير الموارد البشرية في تحقيق الإنضباط الوظيفي للعمال، من خلال ثقافة التسيير المعتمدة من طرف القادة خاصة القيادات الإشرافية.
google-playkhamsatmostaqltradent