recent
أخبار ساخنة

ما هي المشكلات الإجتماعية؟

المشكلات الإجتماعية تشير إلى الظواهر والتحديات التي تؤثر سلبًا على الفرد والمجتمع بشكل عام، وتنشأ نتيجة لتفاعلات وعلاقات خاطأة داخل المجتمع؛ وحل هذه المشكلات يتطلب جهودًا مشتركة من المجتمع والحكومة والمؤسسات الخاصة والمنظمات غير الحكومية لتحسين جودة الحياة والعيش في مجتمع أكثر إستقرارًا وتقدمًا.

المشكلات الإجتماعية:

المشكلات الإجتماعية تشمل مجموعة من التحديات والصعوبات التي تواجه المجتمع وتأثر سلبا على أفراده؛ وفيما يلي سنتطرق إلى أسباب وأصناف كذا خصائص المشكلات الإجتماعية الشائعة:

1. أصناف المشكلات الإجتماعية:

ما هي المشكلات الإجتماعية؟هناك أنواع مختلفة من المشكلات الإجتماعية يمكن تمييزها في ضوء مختلف الجماعات الداخلة في العملية الإجتماعية التي تحدد وتقرر وجود المشكلات الإجتماعية، وقد إختلفت وجهات النظر في تصنيفها وتعدد أنواعها بحسب الأساس الذي تقيم عليه التصنيف، وقد صنف بعض العلماء المشكلات الإجتماعية إلى:

1. تصنيف Clair Drake: يذهب كلير دراك "Clair Drake" إلى أن هناك 5 أنواع من المشكلات الإجتماعية:

  • المشكلات التي تتضمن الإهتمام المتزايد الذي ينبثق من الخبرة الجماهيرية، ومثال ذلك مشكلة البطالة التي سادت بريطانيا في ثلاثينيات القرن الحالي.
  • المشكلات التي تتضمن مجال إهتمام واسع المدى وتنبثق من خلال الإتصال الجماعي، ومثال ذلك إنحراف الأحداث.
  • المشكلات التي تتضمن إهتمام جماعات خاصة يهددها المجتمع الأكبر، ومثال ذلك التنظيمات الآلية التي تتناقض مع نظام الحوافز.
  • المشكلات التي تتضمن إهتمام جماعات صغيرة ذات أهداف إنسانية.
  • المشكلات التي تتضمن أنشطة جماعات الصفوة والمدراء الذين تصل إليهم المعلومات عن طريق أوضاعهم الإستراتيجية في البناء الإجتماعي، ومن ثم يستطيعون صياغة المشكلة الإجتماعية والتأثير فيها.

ومن المعروف أن هناك عدة أنواع للمشكلات الإجتماعية تتراوح بين المشكلات الحياتية أو الأساسية (مشكلة الإسكان والغذاء والتعليم والصحة والرعاية الإجتماعية)، ومشكلات إقتصادية (إنخفاض متوسط دخل الفرد وإنخفاض الإنتاجية...إلخ) ومشكلات إجتماعية (التفكك الأسري والخلافات والنزاعات الأبوية، والطلاق...إلخ).

2. تصنيف manis: هي مشكلات مجتمعية وتصنف إلى عدة مستويات أو درجات، حيث يذهب manis إلى تحديد ثلاث درجات للمشكلة الإجتماعية:

  • مشاكل من الدرجة الأولى: وهي تلك المشاكل التي تؤثر بصورة قوية في الظروف الإجتماعية المحيطة بها وهي ذات نتائج متعددة ومؤثرة في المجتمع ومن أمثلتها الحرب، التمييز العنصري، الفقر ...إلخ.

  • مشاكل من الدرجة الثانية: وتتمثل في الظروف والنتائج الضارة التي تنتج بصفة أساسية عن المشاكل الإجتماعية المؤثرة (من الدرجة الأولى) والتي يتولد عنها مشاكل إضافية أخرى مثل سوء التغذية الناتج عن الفقر.

  • مشاكل من الدرجة الثالثة: وهي تلك الظروف الضارة التي تعد نتاجا للمشاكل الإجتماعية من الدرجة الأولى مثل البطالة بسبب التفرقة العنصرية.

3. تصنيف المشكلات الإجتماعية حسب الدرجات: ويتم تصنيفها حسب هذا المعيار إلى ثلاث مجموعات:

  • المجموعة الأولى: من المشكلات المتكررة التي تواجه المجتمع وهي المشكلات الناجمة عن التكيف مع البيئة الخارجية الطبيعية الإنسانية مثل نقص وسائل الترفيه، الهجرة...إلخ.

  • المجموعة الثانية: من المشكلات التي تتعلق بإشباع الإحتياجات الإنسانية الفردية لأعضاء المجتمع مثل (قلة دخل الأسرة، فرص العمل المحدودة، التخلف المدرسي...إلخ).

  • المجموعة الثالثة: من المشكلات التي يتحتم على كل مجتمع مواجهتها والعمل على حلها، وهي مشكلات الوحدات الأساسية للتنظيم مثل سوء التغذية، قلة الوعي الصحي، تلوث الماء والهواء...إلخ.

4. تصنيف العادلي: كما يصنف العادلي المشكلات الاجتماعية إلى أربع مجموعات:

  • مشكلات أساسية: ترتبط بعدم كفاية الخدمات المتوفرة في المجتمع لإشباع حاجات الفرد مثل نقص المدارس أو المستشفيات.

  • مشكلات تنظيمية: وتتعلق بتركيز وتنظيم الخدمات على مناطق معينة دون الأخرى أي أن المشكل ليس بسبب عدم كفاية الخدمات المتوفرة وإنما بسوء توزيع هذه الخدمات على مختلف المناطق.

  • مشكلات مجتمعية: وترتبط بسوء العلاقات بين الجماعات المختلفة في المجتمع وعدم إهتمام المواطنين بمشكلاتهم وتركها للظروف، ومشكلات مرضية مثل السلوك الإجرامي كالرقة والقتل.

2. أسباب المشكلات الإجتماعية:

أسباب المشكلات الإجتماعية
من المسلم به أنه لا يوجد سبب واحد للمشكلات الإجتماعية فهناك العديد من العوامل المتداخلة التي تقف وراء حدوثها وتفسيرها أهمها:

  • التفاوت في سرعة التغيرات الإجتماعية والثقافية الناتجة عن سرعة التفاوت في أحد جوانب الثقافة عن الجانب الآخر.
  • فشل الثقافة الحضارية في مواجهة تطلعات الفرد وأهدافه الشخصية والمجتمعية.
  • التفكك الإجتماعي وما يصاحبه من محاولة لإعادة التنظيم الإجتماعي للبيئة الحضرية.
  • ضعف أواصر الصلات الأولية وما ينتج عن ذلك من الضعف الذي يصيب الضبط الإجتماعي.
  • الإعتماد الأساسي على أساليب الرقابة الرسمية الخارجية (كرقابة القانون والشرطة) مع عدم كفاية هذه الأساليب لتوفير السلوك السوي في البيئة الحضرية.

وعلى العموم فإن الوضع الإجتماعي والثقافي هو المسبب الرئيسي للمشكلات الاجتماعية إلى جانب بعض العوامل الأخرى قد تكون ذاتية أو وراثية أو بيئية طبيعية كانت أو إجتماعية وما تحتويه من ظروف ثقافية وإجتماعية واقتصادية وسياسية.

فالعوامل الوراثية تتعلق بذات الفرد وشخصيته كالإنحرافات الناتجة عن أسباب بيولوجية أو عضوية أو وراثية مثل الإنحرافات الجنسية والأمراض العقلية، والعوامل البيئية الطبيعية وغير الطبيعية التي تحدثها بعض التغيرات البيئية (كالبراكين والزلازل ...إلخ) التي تتسبب في حدوث المشكلات الاجتماعية، أو تلك التي تحدث من خلال الفعل الإجتماعي وتؤدي إلى إنتشار الجريمة كما هو الحال في الأحياء الفقيرة التي تكثر فيها الجريمة ومعدلات الإنحراف...إلخ.

أما الأوضاع الاجتماعية الثقافية التي تسهم في خلق المشكلات الاجتماعية فيمكن إيجازها في: إختلاف التنشئة الإجتماعية بين مجتمع وآخر وبين أسرة وأخرى، والمستويات التعليمية بين الفئات الإجتماعية (الأمية والتعليم المتدني أو الوسط أو العالي) الذي يخلق المشكلات الإجتماعية بين الأفراد، وأخيرا نقص الوازع الديني.

3. خصائص المشكلات الإجتماعية:

خصائص المشكلات الإجتماعية
إن المشكلة الإجتماعية متشعبة ومتعددة الإتجاهات والمحاور، كما أنها واسعة النطاق وكثيرة الأنواع، وتحتاج إلى إنتباه وترقب متواصل، وتوسع الرؤى والتصورات لإدراكها بشكل أعمق، وكما يصفها عالم الإجتماع الأمريكي بول هرتون "أن المشكلة الإجتماعية نتاج ظروف مؤثرة على عدد كبير من الأفراد تجعلهم يعدّون الناتج عن الظروف المؤثرة عليهم غير مرغوب فيه ويصعب علاجه بشكل فردي وإنما يتيسر علاجه من خلال الفعل الإجتماعي الجمعي".

ومعنى هذا أن المشكلة الإجتماعية عندما تظهر ويدركها عدد لابأس به من الأفراد وتنتج ظروف تهدد وجودهم وقيمهم الإجتماعية يتبلور شعور بضرورة التحرك والتصرف الجمعي بمواجهتها وحلها، وهذه المشكلات الإجتماعية لا تظهر في جماعة إجتماعية أو مجتمع بعينه فقط وإنما هي ظاهرة عامة تظهر في كافة المجتمعات الإنسانية على إختلاف أنواعها وحجمها ودرجة تعقدها وتحضرها وتمدنها.

ويمكن إجمال مجموعة من الخصائص التي تتميز بها المشكلات الاجتماعية:

  • إن المشكلات الإجتماعية نسبية وغير مطلقة ولا يتأثر بها كل فرد في أي مجتمع بشكل متساوٍ، لأن الحكم بوجود مشكلة إجتماعية حكم تقديري يختلف بإختلاف الأزمنة في المجتمع الواحد و فقا لإختلاف الأمكنة بين مختلف المجتمعات.

  • إن المشكلات الاجتماعية تختلف بإختلاف المجتمعات والعصور والمصالح من حيث حدتها وحجمها وإنتشارها وإستجابة الأفراد لتلك المشكلات، فما يمكن إعتباره مشكلة إجتماعية في مجتمع معين قد لا يمثل مشكلة إجتماعية في مجتمع آخر، فالكحول مثلا يعتبر مشكلة إجتماعية في بعض المجتمعات كالمجتمعات الإسلامية، في حين لا ينظر إليها بنفس المنظار والوزن من قبل مجتمعات أخرى.

  • كما تختلف المشكلة الإجتماعية في سعة حدودها وتكرار وقوعها ودرجة توزيعها وكثافة الإضطراب الفكري والعاطفي المصاحب لها؛ وتعدد أبعاد المشكلة الإجتماعية وإختلافها بين البعد التاريخي والمكاني والسياسي والإجتماعي والثقافي والتربوي.

  • إن المشكلات الإجتماعية مرتبطة ومتداخلة ومتفاعلة مع بعضها البعض كتداخل النظم الإجتماعية مع بعضها البعض، وتظهر تدريجيا على مراحل مترابطة وليست عفوية ولا فجائية ولا يمكن تفسيرها وتشخيص حدوثها بإرجاعها لعامل أو سبب واحد بل عدة أسباب مترابطة ومتداخلة مهما كان السبب قويا.

  • تمتاز المشكلة الإجتماعية بأنها مدركة ومحسوسة وتظهر في جو يعكس الإضطراب الإجتماعي والشخصي، وتفسخ النسيج العلائقي المعياري الإجتماعي، وتمزق المجتمع أو جزء منه.

  • تظهر بسبب التغيرات الحاصلة في الحياة الإجتماعية وتفسر على أنها وجه من أوجه التغير الإجتماعي، يساعد على ظهورها خاصة التغير التقني السريع الذي لا يقابله نفس التطور أو التغير الإجتماعي أو التغير المعنوي.

  • من مميزاتها عدم الثبات على وتيرة واحدة من حيث قدرتها على التأثير، فقد تبدأ بدرجة كبيرة من الخطورة وتبدأ بالاضمحلال وتقل خطورتها وتأثيراتها عبر الزمن، كما أنها ترتبط بالمنظور الإجتماعي الخاص بكل مجتمع.

  • غالبا ما يكون الإطار المرجعي لها واسعا وبعيدا عن التميز وسوء تفسير ما تم العثور عليه، وعموما فإن الدراسة العلمية للمشكلات الإجتماعية والإلتزام بـ البحث العلمي العميق يمكننا من فهم الظروف التي تؤثر في وجودها وإستيعابها، ومن ثم فهمها ومواجهتها وحلها.

google-playkhamsatmostaqltradent