يمكن تصنيف نظريات القيادة إلى ثلاث مجموعات رئيسية هي: نظرية السمات، النظريات السلوكية والنظريات الموقفية.
1. نظرية السمات:
تعتبر هذه النظرية من أول المحاولات التي إستهدفت تحديد خصائص القيادة الناجحة، حيث ظهرت في بداية الثلاثينيات من القرن العشرين، وإفترضت هذه النظرية أن هناك سمات أو خصائص إذا توفرت في الفرد أصبح قائدا، وهي:
- الحركية: حيث يتميز الأفراد الذين يمتلكون هذه الصفة أو السمة بالنشاط والرغبة في الإنجاز والطموح العالي والمبادرة.
- الرغبة في القيادة: حيث يتميز الأفراد الذين يمتلكون هذه الصفة أو السمة بالرغبة في قيادة وتوجيه الآخرين، وتقدم مناصب المسؤولية.
- النزاهة والصدق: حيث يتميز الأفراد الذين يمتلكون هذه الصفة أو السمة بالنزاهة والصدق في القول والعمل.
- الأمان: حيث يتميز الأفراد الذين يمتلكون هذه الصفة أو السمة بقدرتهم على جعل الآخرين يحسون بالأمان تجاههم.
- الذكاء: حيث يتميز الأفراد الذين يمتلكون هذه الصفة أو السمة بالقدرة على التحليل والربط والإستنتاج والتلخيص، وكذا القدرة على تقاسم رؤيتهم مع الآخرين.
- الكفاءة اللينية: حيث يتميز الأفراد الذين يمتلكون هذه الصفة أو السمة بالقدرة على ترجمة المهارات الفنية التي يمتلكونها إلى أفعال تحقق الأهداف المسطرة.
- الإنبساط: حيث يتميز الأفراد الذين يمتلكون هذه الصفة أُو السمة بالقدرة على جعل الآخرين منبسطين عند التعامل معهم، أي أنهم يمتلكون ما يعرف بالذكاء الإجتماعي.
ومن أهم الإنتقادات التي تعرضت لها هذه النظرية ما يلي:
- وجود عدد كبير من السمات التي يصعب حصرها.
- وجود تفاوت في الأهمية النسبية لكل سمة من وقت لآخر.
- نظرية السمات لم تتنبأ بدقة منهم الأفراد الذين سينجحون في القيادة من سيفشلون.
- عدم سهولة قياس الصفات المحددة وعدم إمكانية تحديد القدر المناسب من كل سمة.
- إغفال النظرية لمتغيرات عديدة تتعلق بفعالية القيادة.
2. النظريات السلوكية:
وفقا لهذه المجموعة من النظريات فإن القيادة تعتبر ظاهرة سلوكية ترتبط بالدور الذي يلعبه القائد في المجموعة، فبدلا من التركيز على الخصائص والسمات إنتقلت الدرسات إلى بحث السلوك والأفعال للقادة (الأساليب أو الأنماط القيادية)، وفيما يلي أهم النظريات والدارسات السلوكية حول القيادة:
- دارسات (Michigan Study): في إطار دراسات ميتشيغان التي تمت في أربعينات القرن العشرين، تم مقابلة مجموعة كبيرة من المدراء ومرؤوسيهم، وقد خلصت هذه الدراسات إلى تحديد نوعين من سلوكيات القادة هما التركيز على العمل والتركيز على العاملين، حيث يهتم السلوك الأول بكيفية وإجراءات تنفيذ العمل وتحقيق الأداء العالي، بينما يهتم السموك الثاني بتشكيل فرق العمل وتحقيق الرضا الوظيفي للعاملين.
- دراسات (Ohio): تتشابه عذه الدراسات مع دراسات ميتشيغان، وفي إطار دراسات أوهايو تم الإستناد على بعدين أساسيين للوقوف على أساليب القيادة، هما بعد الإهتمام بهيكلية العمل وإجراءاته وبعد الإعتبارات، وقد خلصت هذه الدراسات إلى أربعة أنماط رئيسية للقيادة هي: نمط ذو إهتمام عالي بهيكلة العمل وكذلك بالاعتبارات، نمط ذو إهتمام عالي بهيكلة العمل ومنخفض بالإعتبارات.
- نظرية الشبكة الإدارية: قدم هذه النظرية الباحثان (Robert Blake) و (Jane Mouton) عام 1964، وهي تصنف القيادة في المنظمات من حيث السلوك، وتعكس إهتمام القيادة الإدارية ببعدين رئيسين هما درجة الإهتمام بالإنتاج (العمل أو المهمة) ودرجة الإهتمام بالعاملين (العلاقات).
3. النظريات الموقفية:
وفقا لهذه المجموعة من النظريات ليس هناك نمط قيادي واحد فعال في كل الظروف والمواقف التي تواجه القائد في المؤسسة، فالظرف أو الموقف الذي يواجهه القائد هو المحدد الرئيسي للنمط القيادي المناسب؛ وفيما يلي أهم النظريات الموقفية في القيادة:
1. نظرية فيدلر (fiedler’s Theory): ظهرت هذه النظرية سنة 1964 على يد (fiedler) أين أشار فيها إلي أن هناك أسلوبين في القيادة هما الأسلوب الذي يهتم بالعلاقات الإنسانية والأسلوب الذي يهتم بالعمل.
وقد إفترض (fiedler) في نظريته عدم وجود أسلوب قيادي واحد يصلح لكل زمان ومكان، وأيضا أن ليس هناك صفات معينة يجب توافرها في كل قائد، كما أشار إلى أن فعالية القائد تعتمد على التوافق الصحيح بين شخصية القائد وثلاث متغيرات موقفية هي:
- العلاقة بين القائد ومرؤوسيه.
- مدى وضوح مهام العمل ووضوح الواجبات الملقاة على عاتق المرؤوسين.
- درجة القوة في مركز القائد.
2. نظرية المسار الهدف (The path-Goal Theory): طرح هذه النظرية (Robert House) سنة 1971، وفكرة هذه النظرية أن القائد الفعال هو الذي يقوم بمساعدة مرؤوسيه بتوضيح الأساليب المؤدية إلى تحقيق الأهداف من خلال إزالة العقبات التي تعترض طريقهم وتدريبهم ومكافأتهم على إنجازها، وتقترح هذه النظرية أربعة أساليب قيادية هي:
- الأسلوب الموجه: في هذا الأسلوب يتولى القائد مهمة إعلام المرؤوسين بما هو مطلوب منهم، وكيف ومتى يقومون به.
- الأسلوب المساند: في هذا الأسلوب يولي القائد إهتماما كبيرا بحاجات العاملين، وبكل ما يحقق لهم رضاهم الوظيفي.
- الأسلوب المشارك: في هذا الأسلوب يهتم القائد بإشراك مرؤوسيه في إتخاذ القرارات التي تتعلق بكل ما يرتبط بعملهم.
- أسلوب المتوجه للإنجاز: في هذا الأسلوب يهتم القائد بوضع أهداف واضحة وعالية للمرؤوسين تخلق في أنفسهم التحدي، شرط أن تكون قابلة للإنجاز.
3. نظرية (Hersey and Blanchard’s Theory): تقوم هذه النظرية على أساس قدرة القائد على تغيير سلوكه بناء على جاهزية وإستعداد المرؤوسين لأداء مهامهم، وقد إستند الباحثان على بعدي الإهتمام بالمهام أو الإهتمام بالعلاقات كأساسيين للوقوف على أساليب القيادة والمتمثلة في:
- أسلوب البائع الذي يهتم بتفسير وتوضيح القرارات.
- الأسلوب الآمر الذي يهتم بإصدار الأوامر والتعليمات للمرؤوسين.
- الأسلوب المفوض الذي يهتم بتقاسم بعض السلطات مع المرؤوسين.
- الأسلوب المشارك الذي يهتم بتقاسم ومشاركة الأفكار.