الإدارة الإستراتيجية:
الإدارة الإستراتيجية تشكل إحدى العمليات التي تركز بصورة مباشرة على فهم آلية تحقيق المنظمات لأهدافها، على رأسها هدف الميزة التنافسية بين الجهات المنافسة الأخرى، وذلك عن طريق تحليل قدراتها والبيئة التنافسية التي تعمل ضمن حدودها، كما وتهتم بالتطوير الجيد لتنفيذ الإستراتيجية الموضوعة.
1. تعريف الإدارة الإستراتيجية:
لقد وضع الباحثين والمفكرين العديد من التعريفات نذكر منها مايلي:
- الإدارة الإستراتيجية هي الإستخدام الإستراتيجي لموارد الشركة للوصول إلى أهداف الشركة وغاياتها؛ وتتطلب الإدارة الإستراتيجية التفكير في العمليات والإجراءات داخل المنظمة بالإضافة إلى العوامل الخارجية التي قد تؤثر على كيفية عمل الشركة.
- تعرف الإدارة الإستراتيجية على أنها إدارة موارد المنظمة لتحقيق أهدافها وغاياتها؛ وتشمل الإدارة الإستراتيجية تحديد الأهداف، وتحليل البيئة التنافسية، وتحليل المنظمة الداخلية، وتقييم الإستراتيجيات، والتأكد من أن الإدارة تطرح الإستراتيجيات عبر المنظمة.
- الإدارة الإستراتيجية هي عبارة عن مزيج بين التخطيط الإستراتيجي والتفكير الإستراتيجي، حيث أن التخطيط الإستراتيجي هو تحديد الأهداف القابلة للتحقيق، أما التفكير الإستراتيجي فهو القدرة على تحديد إحتياجات المنظمة لتحقيق الأهداف المحددة من خلال التخطيط الإستراتيجي.
2. أهمية الإدارة الإستراتيجية:
تتمثل أهمية الإدارة الإستراتيجية في النقاط التالية:
- توجه الإدارة الإستراتيجية الشركة للتحرك في إتجاه معين.
- تحدد أهداف المؤسسة وتضع أهدافًا واقعية تتماشى مع رؤية الشركة.
- تساعد الشركة في أن تصبح إستباقية، بدلاً من رد فعل، لجعلها تحلل تصرفات المنافسين وتتخذ الخطوات اللازمة للمنافسة في السوق، بدلاً من أن تصبح متفرجًا.
- تعمل كأساس لجميع القرارات الرئيسية للشركة.
- تحاول الإدارة الإستراتيجية إعداد المنظمة للتحديات المستقبلية ولعب دور الرائد في إستكشاف الفرص ويساعد أيضًا في تحديد طرق الوصول إلى تلك الفرص.
- تضمن الإدارة الإستراتيجية بقاء الشركة على المدى الطويل أثناء التعامل مع المنافسة والبقاء على قيد الحياة في البيئة الديناميكية.
- تساعد في تطوير الكفاءات الأساسية والميزة التنافسية، مما يساعد في بقاء الأعمال التجارية ونموها.
- إن الغرض الأساسي من الإدارة الإستراتيجية هو إكتساب القدرة التنافسية الإستراتيجية المستمرة للشركة.
- يمكن تطوير وتنفيذ مثل هذه الإستراتيجيات التي تخلق قيمة للشركة.
- التركز على تقييم الفرص والتهديدات، مع الأخذ في الإعتبار نقاط القوة والضعف في الشركة وتطوير إستراتيجيات للبقاء والنمو والتوسع.
- توجه عملية الإدارة الإستراتيجية الإجراءات والقرارات ذات المستوى الأعلى.
- تمكن للشركات من جميع الأحجام وفي جميع الصناعات الإستفادة من ممارسة الإدارة الإستراتيجية.
3. لماذا تعتبر الإدارة الإستراتيجية مهمة:
- تعتبر الإدارة الإستراتيجية مهمة في مجال الأعمال لأنها تسمح للشركة بتحليل مجالات التحسين التشغيلي.
- في كثير من الحالات، يمكنهم إما إتباع عملية تحليلية لتحدد الفرص والتهديدات المحتملة، أو ببساطة إتباع الإرشادات العامة.
- بالنظر إلى هيكل المنظمة، قد تختار الشركة اتباع نهج إلزامي أو وصفي للإدارة الإستراتيجية.
- في ظل نموذج إلزامي، يتم تحديد الإستراتيجيات للتطوير والتنفيذ، وعلى النقيض من ذلك يصف النهج الوصفي كيف يمكن للشركة تطوير هذه الإستراتيجيات.
- تشمل الإدارة الإستراتيجية تحديد أهداف الشركة، وتحليل تصرفات المنافسين، ومراجعة الهيكل الداخلي للمؤسسة ، وتقييم الإستراتيجيات الحالية والتأكيد على تنفيذ الإستراتيجيات على مستوى الشركة.
4. المهارات المطلوبة للإدارة الإستراتيجية الناجحة:
إن تتطلب الإدارة الإستراتيجية مهارات قيادية عالية فهي في النهاية تتعلق بإتخاذ القرارات الرئيسية في المنظمة والتغلب على العقبات والإستفادة من الفرص المتاحة.
المسؤولون التنفيذيون في الشركة لا يحتاجون إلى مهارات تحليلية حادة فحسب، بل يحتاجون أيضًا إلى القدرة على التعامل مع أصحاب المصلحة وتحفيز الموظفين على تبني إستراتيجياتهم المحددة. وأيضا من خلال تطوير المهارات في الإدارة الإستراتيجية يمكن للمديرين التنفيذيين خلق قيمة لشركاتهم.
5. الغرض من الإدارة الإستراتيجية:
الإدارة الإستراتيجية تقدم العديد من الفوائد للشركات التي تستخدمها، ومنها:
- الميزة التنافسية: الإدارة الإسـتراتيجية تمنح الشركات ميزة على المنافسين لأن طبيعتها الاستباقية تعني أن شركتك ستكون دائمًا على دراية بالسوق المتغير.
- تحقيق الأهداف: الإدارة الإستراتيجية تساعد في الحفاظ على الأهداف قابلة للتحقيق بإستخدام عملية واضحة وديناميكية لصياغة الخطوات والتنفيذ.
- النمو المستدام: لقد ثبت أن الإدارة الإستراتيجية تؤدي إلى أداء تنظيمي أكثر كفاءة، مما يؤدي إلى نمو يمكن إدارته.
- منظمة متماسكة: الإدارة الإستراتيجية تتطلب التواصل وتنفيذ الأهداف على مستوى الشركة، ومن المرجح أن تحقق المنظمة التي تعمل في إنسجام نحو هدف هذا الهدف.
- زيادة الوعي الإداري: الإدارة الإستراتيجية تعني التطلع إلى مستقبل الشركة، فإذا قام المديرون بذلك بإستمرار، فسيكونون أكثر وعياً باتجاهات الصناعة والتحديات، من خلال تنفيد التخطيط الإستراتيجي والتفكير، سيكونون أكثر استعدادًا لمواجهة تحديات المستقبل.
6. كيف تعمل الإدارة الإستراتيجية:
إن كلا الأسلوبين في الإدارة الاستراتيجية يستخدمان نظرية الإدارة والممارسات، بينما تكون الإدارة العليا مسؤولة عن تنفيذ الإستراتيجيات والأفكار والأهداف أو التحديات التنظيمية، يمكن أن تأتي من أي عضو في الشركة.
توظف الإدارة العديد من الشركات الإستراتيجيين الذين تتمثل وظائفهم في التفكير والتخطيط الإستراتيجي لتحسين وظائف الشركة....... 📖 هناك أربع خطوات للإدارة الإستراتيجية:
- التحليل: قبل التخطيط لعملية إستراتيجية جديدة، يجب عليك تقييم العملية الحالية لتحقيق هدفك. ما هو العمل؟ وما الذي لا يعمل؟ ما هي المدخلات من أصحاب المصلحة التنظيميين التي يمكنك جمعها؟.... هذا هو الوقت المناسب للإجابة على أي أسئلة من شأنها أن تساعد في ترسيخ العناصر الضرورية للخطة الاستراتيجية. يعد تحليل SWOT، أو تحديد نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات، أداة مفيدة.
- التكوين أو تشكيل: بمجرد حصولك على المعلومات التي تحتاجها، فقد حان الوقت لإنشاء خطة عمل للوصول إلى الهدف. تأكد من أن الخطوات واضحة ومركزة وذات صلة مباشرة بالهدف؛ قم بإعداد إرشادات التنفيذ سهلة الفهم إذا كانت العملية أو الإجراء سيؤثر على العديد من الأشخاص داخل المنظمة.
- التنفيذ: إتبع الخطوات الموضحة في خطتك الإستراتيجية. تأكد من أن جميع أصحاب المصلحة ينفذون الخطة على النحو المصمم لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة.
- التقييم: تقييم المنتج النهائي. هل حققت هدفك؟ هل تم تنفيذ العملية بشكل مناسب على مستوى الشركة؟ بناءً على إجاباتك على هذه الأسئلة، يمكنك التفكير والمراجعة حسب الحاجة.
7. مثال توضيحي على الإدارة الإستراتيجية:
تستعد شركة الأثاث ”أثاث بوعيطة” لتقديم خط جديد من طاولات المطبخ، وبدأ الإستثمار في هذا النوع من الطاولات؛ قرروا تنفيذ الإدارة الإستراتيجية للتأكد من أن إصدار المنتج يسير بسلاسة وكفاءة وثبات في جميع مواقع البيع بالتجزئة الخاصة بهم.
1.التحليل:
لقد عانت في الماضي شركة ”أثاث بوعيطة” من التسويق غير المتسق وتكاليف الشحن غير الصحيحة مع إطلاق منتجات جديدة في مواقع البيع بالتجزئة المتعددة.
قبل إصدار خط طاولة المطبخ الجديد، قرروا إجراء تحليل SWOT لمعرفة كيف يمكنهم تحسين العملية.
- نقاط القوة: (جودة المنتج، عدة مواقع لسهولة الشراء، سعر الشحن ثابت).
- نقاط الضعف: (ضعف التواصل بين مديري المتجر وبين موظفي المتجر، يتم تطبيق سعر الشحن عدة مرات في بعض المتاجر، إستراتيجية تسويق غير متسقة).
- الفرص: (التسويق الموحد، رسوم شفافة).
- التهديدات: (أصدر المنافس الرئيسي لشركة ”أثاث بوعيطة” مجموعة من طاولات المطبخ في الربع الأخير).
2. التكوين:
بإستخدام تحليل SWOT الخاص بهم، تقوم ”أثاث بوعيطة” بوضع خطة إستراتيجية لإطلاق طاولات المطبخ الخاصة بهم، ويشمل ذلك تقديم ضمانات تسويقية متسقة، مادية ورقمية، لجميع مواقع البيع بالتجزئة.
أخيرًا، تقوم بإنشاء نظام مراسلة داخلي بحيث يمكن لمديري المتاجر التواصل مع بعضهم البعض بسرعة وسهولة حول التحديات والنجاحات في متاجرهم.
3. التنفيد:
- قبل شهر واحد من إصدار طاولات المطبخ الجديدة، يقدم فريق التسويق ضمانات تسويقية لجميع متاجر البيع بالتجزئة.
- يتم إعطاء كل متجر نفس الإرشادات حول كيفية تنفيذ عناصر التسويق بشكل فعال.
- وقبل أسبوعين من الإطلاق، يتم تدريب مديري المتاجر كمجموعة على نظام المراسلة الجديد.
- يتساءل المدربون عن الأسئلة ويتأكدون من أن كل مدير لديه خدمة الرسائل التي تم إعدادها على الهاتف الخلوي للشركة والكمبيوتر المكتبي بحيث يمكن الوصول إليها في جميع الأوقات.
- قبل أسبوع واحد من الإطلاق، يقوم ممثل من مقر الشركة بتدريب كل موظف تجزئة على كيفية تطبيق تكاليف الشحن بشكل مناسب على عملية البيع.
- يتواجد المديرون أيضًا للتأكد من تنفيذ هذه العملية بشكل صحيح مع العملاء.
4. تقييم:
- تقوم شكرة ”أثاث بوعيطة” بمراجعة البيانات من إصدار طاولة المطبخ بعد شهر واحد من اليوم الأول للمبيعات.
- وجدوا أن خطة التسويق دفعت المستهلكين إلى موقع البيع بالتجزئة الأقرب لهم لرؤية الجداول شخصيًا.
- لم يكن نظام المراسلة الداخلية مستغلًا بشكل كافٍ من قبل معظم المديرين، وكثير منهم لم يحبذ العملاء رؤيتهم على هواتفهم أثناء وجودهم على الأرض.
- لم تكن هناك مشاكل مع تكاليف الشحن خلال هذا الإصدار. يأخذ المدراء الإستراتيجيون هذه البيانات ويستخدمونها عندما يبدأون في التخطيط لإصدار منتجهم الجديد التالي.