recent
أخبار ساخنة

ما هو الحراك الإجتماعي؟

مفهوم الحراك الإجتماعي:

الحراك الإجتماعي

1. تعريف الحراك الإجتماعي:

الحراك الإجتماعي هي ظاهرة إجتماعية ينتقل من خلالها الفرد أو الجماعة من طبقة أو مستوى إجتماعي إلى طبقة أو مستوى إجتماعي آخر، بحيث يرتبط بهذا الإنتقال تغير مستوى وطبقة ودخل الفرد، وقد يكون هذا الإنتقال إلى أعلى أو أسفل، كما أنه يعتبر العملية التي ينتقل فيها الأفراد من موقع إلى أخر في المجتمع وغالبا ما تكون المواقع التي ينتقل إليها الأفراد مدرجة غير قيم تدريجية محددة، ويكون الحراك الإجتماعي هو الحركة على هذا السلم المتدرج من موقع إلى أخر صعودا أو هبوطا.

كما يعرف على أنه تغير في الوضع الإجتماعي للأشخاص والذي يكون مثلا من أعلى إلى أسفل، أو من أسفل إلى أعلى، وساعد ذلك على توسيع قاعدة فرص الحياة لأفراد المجتمع في مجالات الإقتصاد والتعليم والأمن والحرية والكرامة؛ ويعرفه معجم العلوم الإجتماعية: إنتقال الأفراد من مركز إلى أخر، ومن طبقة إلى أخرى أي أن الحراك الإجتماعي على نوعين أفقي و رأسي.

التعريف الإجرائي للحراك الإجتماعي: تتمثل في حركة الأفراد أو الجماعات سواءا صاعدا أو هبوطا وذلك راجع إلى تغير في المنصب أو الوظيفة، الدخل، الثروة، المستوى التعليمي، ضمن طبقة إجتماعية أو طبقة إجتماعية أخرى. أو هو الإنتقال الذي يحدث في المجتمع سواءا فرديا أو جماعيا والتغير في جميع مجالات الحياة الاجتماعية والثقافية والإقتصادية والسياسية والدينية.

ومن هذه التعاريف يمكن إستخلاص خصائص الحراك الإجتماعي التالية:

  • الحراك الإجتماعي ليس مجرد حركة للفرد أو الجماعة فقط، بل يتضمن أيضا الفرص المتاحة أمام الفرد أو الجماعة وإمكانية تحركه.

  • يتيح للفرد أو الجماعة حرية الحركة عبر هرم التدرج الإجتماعي بناءا على ما يتوافر للفرد من قدرات وخبرات ووفقا لما يبذله من جهود بغض النظر عن المكانة الإجتماعية الموروثة.

  • يعمل على إيجاد بيئة محفزة للأفراد من أجل تنمية قدراتهم وإستعداداتهم، وتكون لهم الفرص على أساس القدرات والجهد الذاتي للحصول على مكانة ووظيفة اجتماعية داخل المجتمع ومن ثم يصبح المجتمع مكانا مهما لتنافس أفراده.

  • وجود مجتمع طبقي لدى فالحراك الإجتماعي ظاهرة جديدة في المجتمع الحديث، بل هناك من يرى بأنه أحد المقومات الرئيسة في المجتمع المتحضر الذي يتميز عن المجتمع التقليدي الإقطاعي الذي يعد مجتمعا مغلقا ولا يتحرك فيه الفرد خارج الجماعة التي ينشأ فيها لوجود حواجز إجتماعية تربط الفرد بجماعته.

  • الحراك الإجتماعي يعبر ويشجع الأفراد والجماعات على تغير مكانتهم ومستواهم الجغرافي والسكني والإقتصادي والإجتماعي وتوجهاتهم الفكرية وقيمتهم الثقافية، لأنه في المجتمعات الحديثة هناك ترتيب تسلسلي للمراكز الإجتماعية بحيث تزداد إمتيازات الثروة والقوة والإحترام كلما صعدنا أعلى التسلسل الهرمي، ويستطيع أي شخص الإنتقال من مراكز إجتماعية إلى أخر إعتمادا على ما يكسبه من وسائل في متناول يده.

2. عوامل الحراك الإجتماعي:

الحراك الإجتماعي

يتحقق الحراك الإجتماعي إذا ما توفرت العديد من الأسباب والعوامل والتي تساعد على حدوثه داخل المجتمعات ومن بينها نجد:

1. التعليم: تأتي عملية التعليم كأحد عوامل الحراك الإجتماعي لما تؤدي إليه نتائجه من التحقيق مستوى أرقى في التقدم العالمي ومن ثم تقدم إجتماعي وفرص عمل أفضل تعمل على تحفيز الفرد والجماعة بالإنتقال بمجتمعهم من مكانة معينة إلى مكانة أخرى أو أعلى، وقد أكدت بحوث علوم الإجتماع على الإرتباط الوثيق بين التعليم والحراك الإجتماعي بإعتقاد أن التعليم له قيمة رمزية تختلف عن قيمته الوظيفية المرتبطة بالمهن التي يتيحها وصور الحراك التي يخلقها التعليم في ضوء ذلك يبقى وسيلة لا غني عنها لأولئك الذين يسعون إلى المزيد من الصعود إلى الأعلى بصرف النظر عن المهن.

ويعد التعليم مهما في الحراك الإجتماعي نظرا لما يتيح من فرص لتحقيق التقدم العلمي والإجتماعي بما يجعل الأفراد أكثر إستعدادا لتقبل التغيير وتحسين أوضاعهم الإقتصادية والإجتماعية، كما يعد من أهم العوامل المؤدية للحراك الإجتماعي، إذ أشارت الدراسات العلمية إلى بروز التعليم في القرن 19 كقوة إجتماعية لها المقدرة على مواجهة متطلبات الحياة.

لذلك إنتشر التعليم بين الناس إيمانا منهم بدوره الفعال في تحقيق التكافؤ الإجتماعي، ففي مجتمعات اليوم أصبح التعليم من أهم الأسباب التي تحدد وظيفة الفرد داخل مجتمعه، كذلك أصبح التعليم يحدد أيضا موقع الفرد ضمن هذه الطبقات الإجتماعية؛ ومن هنا نلاحظ أن للتعليم دور مهم وأساسي في حدوث عملية الحراك وهو يتطلب:

  • إيتاح الفرص أمام جميع أفراد المجتمع للتعليم كل حسب قدراته الفكرية والمادية.
  • توافق مخرجات التعليم وسوق العمل.
  • مراعات المناهج التعليمية لظروف أفراد المجتمع.

يعتبر الكثير من علماء الإجتماع التعليم سببا رئيسيا ومؤثرا في درجة وحدة الحراك الإجتماعي في المجتمع، ومن بينهم فوكس وسيلر حيث وبعد مقارنة بين 91 دولة صناعية إستنتجا أن التعليم هو العامل المهم في الحراك التصاعدي، كما أن أطروحة جانسكس في مؤلفه "عدم المساواة" تتمثل أساسا في إعتبار الجهاز التعليمي وما يتبع من مستوى تربوي ومعارف، وشهادات جامعية مصدرا للتمايز في الخطوط الإجتماعية.

2. الهجرة: تعلب الهجرة دورا كبيرا في الحراك الإجتماعي، حيث أنها ناتجة عن السعي لتحسين ظروف وأحوال الأفراد والجماعات إجتماعيا وإقتصاديا لما تتيحه من فرص متعددة في التعليم والعمل ومستوى عال من الدخل ومن ثم تحقيق الرقي الإقتصادي والإجتماعي للأفراد، خاصة وأن هناك إعتقاد سائد بأن المهاجرين يميلون إلى أن يكونوا من طبقة إجتماعية أعلى من عامة السكان.

وأكدت الدراسات الإجتماعية بأنه يسود في المجتمعات الصناعية المتقدمة معدل الهجرة مرتفع، إذ تكون لدى المهاجرين رغبة في تحسين وضعهم الإقتصادي، ولذلك تكون رغبتهم محدودة في الإستقرار في مكان واحد. 

وبذلك يعتبر الهجرة عامل ذو درجة عالية من التأثير المباشر على ظاهرة الحراك الإجتماعي، وذلك نظرا لكثرة حدوثها في المجتمع المعاصر وأهمية دوافعها التي تتمثل في سعي الأفراد لتحسين ظروفهم إجتماعيا وإقتصاديا وثقافيا من حيث فرص التعليم والعمل ومستوى الدخل والرقي الإقتصادي والإجتماعي، وهو ما قد يؤدي إلى النمو المتزايد للمدن من جهة وإنكماش المجتمع من جهة أخرى.

3. التقدم التكنولوجي: يتسم التقدم التكنولوجي كأحد عوامل الحراك الإجتماعي بفعالية لما يحدثه من أثر إيجابي للحراك الإجتماعي، لأن الفرد الذي يمتلك القدرات والمهارات والخبرات التقنية يستطيع أن يندرج في الهرم الوظيفي للإرتقاء بذاته إجتماعيا وإقتصاديا، فقد أكدت الدراسات الإجتماعية أنه يسود في المجتمعات الصناعية المتقدمة معدل هجرة مرتفع في صفوف الأفراد المهرة من التخصصات الفنية، حيث تكون لدى المهاجرين رغبة قوية في تحسين أحوالهم الإقتصادية، ولذلك تكون رغبتهم محدودة في الإستقرار في مكان واحد.

ويهتم علماء الإجتماع بالهجرة من الريف إلى المدينة ويعرفونها بأنها ظاهرة إجتماعية مصاحبة لـ ظاهرة الحراك الإجتماعي، حيث التفاوت في القدرة على التعامل مع مستجدات العصر ومكوناته؛ وعليه فالتقدم التكنولوجي إسهام كبير في عملية الحراك الإجتماعي وذلك من خلال مجموعة من النقاط أبرزها (القضاء على الأمية والحد منها، الإسهام في توفير الوظائف للأفراد في مختلف التخصصات، تنويع في مصادر المعرفة).

وهناك من الباحثين من يصنفها إلى أسباب تكنولوجية وصناعية، فيرون بأن تطور المجتمعات تكنولوجيا وصناعيا يسمح للأفراد بالرقي والحراك الإجتماعي، حيث أن المجتمع الحالي يمتلك مصانع متنوعة النشاطات ومختلفة الحجم ما ينتج عنه تقسيم العمل ما يتطلب التخصص العلمي والمهني بالإضافة إلى الكفاءة والخبرة الهنية لإنجاز المهام وهذا ما يجعل الفرد المكون والكفؤ محط الأنظار ومقصد المؤسسات والمعامل لتولي المناصب والمكانات العالية والمرموقة إجتماعيا مهما كان أصله وجدوره الإجتماعية.

4. العوامل السياسية: تعتمد ظاهرة الحراك الإجتماعي في نشاطها على الإيديولوجية السياسية التي تسود المجتمع، ويحكم ذلك فإن السلوك السياسي تخضع لنفس السياقات التاريخية مثل الحروب والثروة وحركات الإصلاح السياسي والإجتماعي، وتعمل التحولات السياسية بمختلف أشكالها على جعل المجتمع في حالة أكثر ما تكون قابلة لإتاحة هوامش الحركة للأفراد، حيث تتشكل بيئة لإرتفاع وتيرة الحراك الإجتماعي، فالثورات التي تعمل على تغيير نظام الحكم والإنفتاح السياسي من قبل السلطة الحاكمة والفوضى واللانظام السياسي، تساعد على تكوين عامل مهم من عوامل الحراك الإجتماعي. 

كما تعمل الحروب والإنتفاضات الإجتماعي على الحراك، حيث تساعد على ظهور قيادات وطنية جديدة، وأيضا يقصد بها النظام السياسي القائم على العدالة في توزيع القيم والفرص وتتوفر لديه مقومات المجتمع المتحضر، وتتيح للفرد أن يرتقي في هرم التدرج الإجتماعي طالما يملك القدرات والكفاءات المطلوبة، تاركا أولئك الذين يتعثرون في تنمية قدراتهم في درجات أقل في هرم التدرج الإجتماعي.

3. أشكال الحراك الإجتماعي:

الحراك الإجتماعي

يتخذ الحراك الإجتماعي أشكالا عدة ومتنوعة وفق التغير الموجود في الوضع الإجتماعي الذي قد يطرأ على الأفراد أو الجماعة في فترات محددة مختلفة ومن أبرزها نجد:

1. الحراك الأفقي: يشير إلى حركة الأفراد داخل الطبقة الإجتماعية نفسها، فهو لا يتضمن أي تغير في وضع الفرد أو الجماعة في التدرج الإجتماعي، إذ أنه يعني انتقال الفرد من مستوى إجتماعي وإقتصادي معين إلى مستوى إجتماعي وإقتصادي مماثل، أو هو إنتقال الأفراد من جماعة مهنية معينة إلى جماعة مهنية أخرى، كإنتقال العامل من مهنة التدريس إلى مهنة الإدارة أو مهنة حرفة يدوية أخرى فهنا الإنتقال يكون على شكله الأفقي.

ويشير هذا الإنتقال إلى إنتقال الفرد من وضع معين أو مركز إجتماعي أخر في نفس المستوى دون أن يصاحبه تغير في الظروف الإقتصادية والإجتماعية على ذلك إنتقال عامل من قسم أخر في نفس المؤسسة دون أن يصاحبه تغيرات في راتبه أو مكانته الإجتماعية، وعليه في هذا النوع من الحراك الإجتماعي يتم الإنتقال من مركز إلى أخر داخل الطبقة ذاتها، فهو تغيير وضع الأفراد في نفس المستوى أي من موقع إلى أخر مع عدم وجود إختلافات في الدرجات بين الوضعيتين.

ويعني أيضا انتقال الفرد أو جماعة من مهنة إلى أخرى في نفس المستوى ونفس الدخل مثل: انتقال هذا الميكانيكي وظيفة مدير مطعم فهذا التحول يعبر عن حراك أفقي وعلى ذلك فالحراك الأفقي يشير إلى حركة مكانة الإجتماعية إلى الأخرى على نفس المرتبة الإجتماعية تقريبا.

2. الحراك العمودي: ينطوي على التحرك من مكانة إجتماعية إلى أخرى أعلى أو أدنى مرتبة مثال: قد يصبح ميكانيكي السيارات موظف في أحد البنوك من خلال حصوله على شهادة جامعية مناسبة فهذا التغيير يشكل حراكا رأسي إلى الأعلى، وإذا أصبح هذا الميكانيكي جامعا للقمامة فإنه هذا التغيير قد ينطوي على حراك إلى أدنى السلم الاجتماعي، ويشير إلى حركة الأفراد صعودا أو هبوطا في التدرج الإجتماعي، فهو يؤثر في مكانة الفرد الإجتماعية، إذ يتضمن زيادة في مكانة الفرد الإجتماعية في حالة الصعود، أو نقصان المكانة الإجتماعية في حالة الهبوط، فهذا النوع من الحراك يعكس التحول الذي يطرأ على الفرد أو الجماعة والإنتقال من فئة إجتماعية مختلفة المستوى.

وهو إما أن يكون حراكا إجتماعيا صاعدا أو ما يطلق عليه الصعود الإجتماعي وبذلك يصبح النجاح في التعليم وإرتفاع المستوى هو الوسيلة الأنجع للحراك الإجتماعي الصاعد، أما الحراك الإجتماعي الهابط أو ما يطلق عليه الهبوط الإجتماعي يكون الفشل في التعليم سببا فيه، كما تعتبر درجة الحراك الإجتماعي الصاعد دليلا على ما يتمتع به مجتمع ما من الإنفتاح لأنه يشير إلى المدى الذي يستطيع فيه الأفراد الموهوبين الذين ولدوا في شريحة إجتماعية دنيا أن يرتقوا في السلم الإجتماعي التراتبي.

ففي المجتمعات الحديثة حيث تسود الديموقراطية يأخذ الحراك مكانة ولا يعوقه أي عائق، فالمراكز ليست حكرا على أحد أو على أسرة معينة، ولكنها من حق كل شخص تتوافر فيه شروط معينة، أما المجتمعات الديكتاتورية الغير متطورة فإن بين الطبقات حدود لا يمكن تعديلها؛ ويشير أنثوني جندثر إلى تحرك الأفراد والجماعات بين مواقع إقتصادية وإجتماعية مختلفة فالحراك العمودي يعني حركة الأفراد صعودا أو هبوطا على السلم الإقتصادي الإجتماعي، فيوصف من يحصلون مكاسب في مجال التملك أو الدخل أو المكانة الإجتماعية بأنهم يحققون حراكا إلى الأعلى، بينما تنحدر مواقع من يفقدون هذه المكاسب في الإتجاه المعاكس إلى الأسفل.

3. الحراك الإجتماعي داخل الجيل الواحد: يشير إلى إنتقال الفرد نفسه من وضع ومكانة إجتماعية أخرى صعودا أو هبوطا خلال سنوات حياته مقارنة مع وضعه سابقا ووضعه لاحقا من حيث الدخل والوظيفة والمكانة الإجتماعية، أي أن هذا الشكل يتخذ النتقال سواء من الأعلى أو إلى الأسفل سواء من ناحية الدخل، المكانة، أو الوظيفة، أي ينتقل الأفراد فيه من وضع إلى أخر الى وضع أخر.

4. الحراك ما بين الأجيال: يكون هذا النوع بين الأجيال نفسهم مقارنة مع الوضع المهني للآباء وأبنائهم، وهذا النوع لا يتضمن أي تغيير حقيقي في المكانة المهنية أو تغيير في الطبقة الإجتماعية، إذ أن الحراك الإجتماعي بين الأجيال يظهر عند مقارنة الطبقة الإجتماعية التي ينتمي إليها كل الأبناء وأباءهم وأجدادهم فإذا حقق الأبناء مستوى طبقيا أعلى من ذلك الذي ينتمي إليه أباءهم، فإنهم بذلك يكونون قد أنجزوا حراكا صاعدا عبر الأجيال، والعكس صحيح للحراك الإجتماعي عبر الأجيال.

يتمثل الحراك الإجتماعي ما بين الأجيال في الحالة أو المكانة الإجتماعية التي يشغلها الأفراد مقارنة بالحالة والمكانة الإجتماعية التي يشغلها أباءهم، وعلى هذا الأساس فقد يكون الحراك الإجتماعي رأسيا في حالة تحسن أو في حالة تدهور حالة الأبناء مقارنة بآبائهم، أو يكون حراكا إجتماعيا ما بين الأجيال أفقيا في حالة تنقل الأفراد لمكانة إجتماعية مكافئة ومساوية للمكانة التي يشتغلها أباءهم.

4. أنواع الحراك الإجتماعي:

الحراك الإجتماعي
  • الحراك المهني: ويقصد به إحتراف الفرد لمهنة أخرى غير مهنة أبيه بغض النظر عن أسباب التغير مثل التغير نتيجة إزدياد التخصص المهني أو التقدم التكنولوجي والتقني، ويساعد الحراك المهني على إرتقاء الفرد إجتماعيا وإقتصاديا، وقد يؤدي إلى تغير مكان إقامته ومعارفه وأصدقائه وإختلاطه بيئية إجتماعية مغايرة لأسلوب حياته ومركزه الإجتماعي الذي نشأ فيه، وهو ما أصبح ملحوظا في المجتمع المعاصر، حيث قد يعمل الآباء أو الأجداد في حرف يدوية ويعمل البناء في مهنة الطب أو الهندسة أو التدريس؛ وعليه فالمقصود به تغيير الفرد لمهنة الأسرة، أي تبديل الأبناء للمهن التي كان عليها الآباء، وهذا التغير نتج عن عدة عوامل والتي من أبرزها التخصصات المهنية، ويعرفه الباحثون في هذا المجال على أنه حركية المجتمع بمعنى إنتقال جماعة إجتماعية من مهنة إلى مهنة أخرى.

  • الحراك الفكري: الحراك الثقافي ويقصد به مقدار ودرجة وقوة إرتباط الفرد بالقيم والأفكار المستحدثة المختلفة، وقد ساعدت وسائل الإتصال مثل: الراديو والسينما إلى إزدياد فرص الحراك الفكري وعرض نماذج فكرية وإجتماعية في أساليب جديدة من السلوك، وكذلك تغيير التقاليد المتوارثة عن الأبناء والأجداد، كما أدى إزدياد حركة الكشف العلمي إلى ضعف إرتباط الأفراد بالقيم القديمة وإتجاههم نحو تقبل الأفكار والمبادئ المستحدثة، وتعتبر المجتمعات التقليدية التي تستهلك الإعلام العالمي الحديث ومنتجاته هي الأكثر عرضة للحراك الفكري والثقافي في المجتمعات المصدرة للعولمة لما قد يحمله الإعلام من أفكار قد لا تتناسب مع عادات وتقاليد وطبيعة تلك المجتمعات.

  • الحراك المكاني: وهو أكثر أنماط الحراك الإجتماعي إنتشارا في المجتمع الصناعي فأصبح من السهل إنتقال الفرد من إقليم لآخر، كما أن تقدم وسائل المواصلات والنقل وتوفر مهن جديدة ذات أجر مرتفع نسبيا أدى إلى زيادة الحراك المكاني وهجرة الفرد من إقليم أسرته الأصلي إلى مواطن جديد، ويعني إنتقال الفرد أو الأفراد من مكان إلى مكان أو منطقة جغرافية معينة إلى منطقة أخرى دون تغيير الوضعية الإجتماعية والإقتصادية سواء كان هذا الانتقال داخلي أو خارجي، ويرجع ذلك لعدة أسباب تختلف عن الفرد أو الجماعة.

  • الحراك الإقتصادي: ويقصد به حدوث حراك إقتصادي نتيجة إزدهار الأحوال الإقتصادية أو تدهورها مثل إزدهار سوق العقار، ويظهر الحراك الإقتصادي في حالة تغير مركز الأبناء الإقتصادي عن مركز الآباء أو الأجداد، وقد يرجع ذلك إلى نشأة نظم جديدة للأجور وتقسيم العمل على أساس إنتاج الفرد ومدى خبراته وقدراته، كما يقصد به التغيير مراكز الأبناء الإقتصادي عن المراكز الأبناء والأجداد فقد أدى تغير نظام الملكية ونمو الملكيات الفردية ونشأة نظام الأجور إلى تغير المراكز الإقتصادية للأفراد.
google-playkhamsatmostaqltradent