مؤشرات الأسواق المالية:
تلعب المؤشرات في العصر الحالي دورا أساسيا في تداولات الأسواق المالية حيث أنها مصدر رخيص للمعلومات وبأقل تكلفة ممكنة، وفي كثير من العمليات يستعان بها دون المعلومات المجردة والمعلومات التحليلية.
تعريف مؤشرات الأسواق المالية:
للأسواق المالية مجموعة من المؤشرات التي تعبر عنها وتعكس مستويات أدائها في الوقت نفسه، وتعد هذه المؤشرات إحدى أهم الوسائل التي يسترشد بها المستثمرون في أسواق رأس المال في توقيت قراراتهم الإستثمارية، كما أنها تستخدم على نحو متزايد في تقييم أداء الأسواق ومعرفة إتجاهات الأداء فيها ومقارنتها بأداء غيرها من الأسواق.
فضلا عن المعلومات التي توفرها هذه المؤشرات وتستخدم في قياس مدى تحقيق الأسواق لأهدافها، فالمؤشر أداة تستعمل للتعرف على إتجاهات وسلوك السوق المالية بصدق، أو كأداة لقياس التغيرات في الأسعار ومحاولة التنبؤ بها من خلال إستخدام المؤشرات، وتوجد العديد من التعاريف لمؤشرات الأسواق المالية نذكر منها:
- مؤشر السوق هو تشكيلة من أسهم عدد من المنشآت يعتقد في أنها عينة ممثلة للأسهم المتداولة في السوق الحاضر، ومن ثم تؤخذ حركة أسعارها على أنها إنعكاس للإتجاهات المستقبلية للأسعار في تلك السوق.
- مؤشر السوق هو قيمة رقمية تعكس قيمة أسعار الأسهم المتداولة في السوق ككل أو في قطاع معين وتستخدم لعمليات التتبع والملاحظة والمقارنة، حيث يتم قياس قيمة المؤشر في فترة البداية (الأساس)، ثم يتم قياس قيمة المؤشر بعد ذلك عند أي نقطة زمنية، وبالتالي يمكن التعرف على تحركات السوق ككل أو لقطاع معين سواء لأعلى أو لأسفل مقارنة بسنة الأساس أو قيمة المؤشر السابقة حسب فترة القياس، أي تعكس قيمة المؤشر أسعار السوق أو قطاع معين وإتجاهاتها.
- المؤشر هو قيمة عددية يقاس بها التغير في الأسواق المالية ويعبر عن المؤشر كنسبة مئوية للمتغير عند لحظة زمنية مقارنة بقيمة ما في فترة الأساس أو نقطة البدء ويقيس المؤشر تحركات أسعار الأسهم أو السندات أو الصناديق...الخ؛ إرتفاعا وإنخفاضا، الأمر الذي يعكس سعر السوق وإتجاهها.
- ويقيس مؤشر سوق الأوراق المالية مستوى الأسعار في السوق بالإستناد على عينة من أسهم الشركات التي يتم تداوها في أسواق رأس المال المنظمة أو غير المنظمة أو كلاهما، وغالبا ما يتم إختيار العينة بطريقة تتيح للمؤشر أن يعكس حالة سوق رأس المال المستهدف قياسه.
- ويوجد نوعين من المؤشرات، الأول المؤشرات التي تقيس حالة السوق بصفة عامة مثل مؤشر داوجونز لمتوسط الصناعة (DJIA) ومؤشر لستنادر أندبور (Sand p500)، وهنالك مؤشرات قطاعية تقيس حالة السوق بالنسبة لقطاع أو صناعة معينة ومنها على سبيل المثال مؤشر داوجونز لصناعة النقل، أو مؤشر ستاندرد أند بور لصناعة الخدمات العامة.
- يمثل مؤشر السوق مقياسا شاملا لأتجاه السوق يعكس الإتجاه العام لتحركات أسعار الأسهم، لذاك يمثل مؤشر السوق مستوى مرجعي للمستثمر عن سوق الأوراق المالية في نقطة زمنية.
أنواع مؤشرات الأسواق المالية:
يمكن عرض أهم أنواع مؤشرات الأسواق المالية فيما يلي:
1. المؤشرات غير المتداولة:
وهي المؤشرات التقليدية مثل مؤشر (Dow Jones) وتهدف إلى إيجاز الأداء الكلي للبورصة في رقم واحد بطريقة موضعية وحيادية، وتقسم تلك المؤشرات بدورها إلى المؤشرات التالية:
- مؤشرات البورصة الرسمية: وهي المؤشرات المصدرة من الهيئات الرسمية في البورصة، وتشمل مؤشرات قومية لمتابعة سلوك البورصة داخل الدولة، وقد تصدر من جهات أخرى كالمعاهد الإحصائية والمؤسسات المالية.
- المؤشرات الدولية: وتنشر بمعرفة بيوت السمسرة الدولية مثل مورجان ستانلي أو ميرلينشر.
2. المؤشرات المتداولة:
تسمح هذه المؤشرات بالمتاجرة في البورصة ككل في السوق المشتقة، سوق المستقبليات والخيارات، وتمكن المستثمرين من تسيير محافظ الأوراق المالية وتغطية أخطارها، بالإضافة إلى المضاربة والمراجحة بين الأسواق المختلفة، وتتميز المؤشرات المتداولة عن تلك المؤشرات غير المتداولة بخاصية المعلومات المستمرة، حيث ان انتعاش المؤشر يعني أن العديد من المستثمرين قرروا توجيه إدارة محافظهم نحو هذا المؤشر، وبذلك يعكس المؤشر إختيار السوق ويوجز المعلومات التي يريد المتعاملين إيصالها للسوق، وتقسم تلك المؤشرات إلى مؤشرات خاصة ومؤشرات محلية أو مستوردة ومؤشرات متنوعة.
3. مؤشرات صناديق الإستثمار:
يقصد بتلك المؤشرات صناديق الإستثمار، حيث تقوم الشركات التي تدير الصناديق بتكوين مجموعة من الأصول المالية التي تعد في نفس الوقت مؤشرا ماليا، حيث يتم حساب قيم التصفية بنفس طريقة حساب مؤشر البورصة الذي يتكون من نفس عينة الأصول المالية، وتوجد مؤشرات للبورصة على المستوى الدولي، وأن غالبية تلك المؤشرات تأخذ بإعتبارها الأسهم العادية فقط، وتختلف فيما بينها في كل من طريقة حساب المؤشر ومعايير إختيار الأوراق المالية المتضمنة للمؤشر أو في الأسعار التي تؤخذ بالإعتبار.
4. مؤشرات البورصة وتسيير محافظ الأوراق المالية:
تساهم مؤشرات الأسواق المالية في تحقيق ما يلي:
- تبسيط تسيير محفظة الأوراق المالية: تعد عملية تسيير محافظ الأوراق المالية نشاطا معقدا من حيث طبيعة تكوين هذه المحافظ، وتهدف المحافظ إلى تحقيق العائد الأقصى في ضل تخفيض المخاطر إلى أدنى حد ممكن، ويتم ذلك من خلال إستخدام الإستراتيجيات المالية التي تحتاج لوجود تحليل مالي وخبرة كبيرة في هذا المجال، وتأتي أهمية التسيير بالمؤشرات في تبسيط عملية التسيير المعقدة من خلال ما يلي:
- تعادل المؤشرات محفظة أوراق مالية متنوعة: يعتبر مبدأ التنويع بالمحفظة من أساسيات تكوين المحفظة على المستوى المحلي والدولي، وحيث أن كل ورقة مالية تحتوي على خطر محدد، فإن مبدأ التنويع يسمح بتخفيض الأخطار ضمن المحفظة وتخفيض الخطر الكلي، وطبق لذلك فإن مؤشر البورصة الذي يحتوي في الواقع على أوراق مالية تم تنويعها بصورة جيدة على القطاعات الإقتصادية المختلفة تحقق هذا الهدف.
- تخفض المؤشرات تكاليف العمليات: ترتبط هذه الميزة بالميزة السابقة حيث أن شراء أو بيع المؤشر يوفر في الواقع تكاليف شراء الأوراق المالية المتضمنة.
- تسمح المؤشرات بالمتاجرة المباشرة في البورصة، ومصدر ذلك أن المؤشرات تتكون من الأوراق المالية التي تحتوي على أكثر المعلومات على سلوك السوق، وتحقق للمستثمرين السيطرة المباشرة على السوق.
- تحقيق ميزة السداد النقدي، يمكن لدى المتعامل في سوق المؤشرات تجنب عمليات تسليم الأوراق المالية عند الإستحقاق عن طريق سداد الفارق النقدي المتعلق بالعملية.
- تنفيذ إستراتيجيات الإدارة: تمثل إستراتيجيات تسيير محافظ الأوراق المالية بكل من التغطية، المضاربة، المراجحة، حيث تهدف عملية التغطية إلى حماية المحفظة عن طريق شراء الأخطار المضادة في سوق المؤشرات، أي أن المستثمر الذي يحتفظ بورقة مالية (x) ويتوقع إنخفاض سعرها في المستقبل المعلوم يحتاط ضد هذا الإنخفاض عن طريق شراء مؤشر (بيع).
وتهدف المضاربة إلى التعرض الإختياري لأخطار البورصة بهدف تحقيق الأرباح، وتبحث المراجحة عن الخلل الموجود في السوق لتحقيق الأرباح من خلاله، وتستخدم الإستراتيجيات الثلاث في الواقع العملي، ومقابل تلك الإستراتيجيات هناك ثلاث أنواع من أسواق المؤشرات وهي: سوق المؤشرات الآجلة، سوق الخيارات للمؤشرات الفورية، وسوق الخيارات للمؤشرات الآجلة.